أصدرت محكمة سورية، الخميس، قرارا باعتقال المعارض البارز لؤي حسين غداة على الحدود اللبنانية، وهو يستعد لمغادرة البلاد، على خلفية كتابته مقالا “يضعف الشعور القومي”، حسب ما ذكر محاميه ميشال شماس.
وقال شماس في اتصال هاتفي معه أجري من بيروت “قرر قاضي التحقيق الأول في دمشق توقيف رئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين بجرم إضعاف الشعور القومي وإشاعة أنباء كاذبة على خلفية نشره مقالا في صحيفة الحياة، وتم إيداعه سجن عدرا” شمال دمشق.
وكان حسين (54 عاما) قال قبل أسبوع في بيان صادر عن الحزب الذي يرأسه أن “النظام يتهالك وينهار”، داعيا السوريين إلى “إنقاذ دولتهم” عبر “تسوية سياسية” تؤدي إلى تشكيل “سلطة ائتلافية” من المعارضة والسلطة بديلة عن نظام بشار الأسد.
وقال محاميه إن هذا البيان لعب دورا في اعتقاله، الأربعاء، على الحدود بينما كان يتوجه إلى لبنان تمهيدا للسفر إلى إسبانيا لزيارة عائلته، مضيفا “لكنها الأسطوانة نفسها. هذا النظام لا يتحمل وجود معارضين سلميين حتى لو كانوا معتدلين”.
ويعتبر “تيار بناء الدولة” جزءا من “معارضة الداخل” المقبولة من النظام. وكان حسين في عداد معارضين دعتهم السلطات في بداية الحركة الاحتجاجية ضد النظام في 2011 إلى “خلق نواة حوار” بين السلطة والمعارضة.
ويتبنى التيار أهداف الثورة ضد النظام التي اندلعت في منتصف مارس 2011، قبل أن تتحول إلى نزاع عسكري، مطالبا بـ”إنهاء النظام الاستبدادي”، ويرفض اللجوء إلى العنف.
وينتمي حسين إلى الطائفة العلوية، وهو كاتب معارض منذ زمن طويل، ومعروف بجرأته في التعبير عن مواقفه السياسية.
في المقال المشار إليه في قرار توقيفه، يقول إن “السوريين لا يشعرون بحاجتهم للدولة”.
ويضيف أن “النظام السوري خلال العقود الماضية عمل على تحطيم البنى الاجتماعية السابقة للدولة، كالقبيلة والطائفة، من دون أن يبني، أو يتيح بناء، بنية وطنية تقوم على المواطنة بين المواطن والدولة”.
وأضاف “لهذا لم يكن عند الفرد السوري في أتون هذا الصراع القاسي، أي منظومات اجتماعية يمكنه أن ينتظم فيها، لهذا نجده تائه الولاء، يرحب بأي جماعة يمكنها أن تقدم له شيئاً من الحماية أو بعضاً من الخدمات، حتى لو كانت جماعة أصولية”.

لؤي حسين غداة