تعتبر العنب من الفواكه الغنية بالفوائد الصحية، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى محتواها العالي من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة. تشير الدراسات إلى أن تناول العنب يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة العين والقلب والعظام، مما يجعله خيارًا مثاليًا لتعزيز الصحة العامة.
لقد قام البشر بزراعة العنب لآلاف السنين، حيث كانت العديد من الحضارات القديمة تعطي أهمية كبيرة لهذه الفاكهة، خاصة لاستخدامها في صناعة النبيذ. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر العنب وجبة خفيفة سريعة ولذيذة يمكن تناولها في المنزل أو أثناء التنقل، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للكثيرين.
تتوفر العنب بألوان متنوعة تشمل الأخضر والأحمر والأسود والأصفر والوردي، كما تأتي في أشكال متعددة مثل الزبيب والمربى والعصير. بالإضافة إلى ذلك، توجد أنواع تحتوي على البذور وأخرى خالية منها، مما يوفر خيارات متنوعة تناسب أذواق الجميع.
محتويات المقال
- 1 مضادات الأكسدة
- 2 الوقاية من مرض السرطان
- 3 تقليل ضغط الدم
- 4 تعزيز صحة الدماغ وتحسين الذاكرة والانتباه والمزاج
- 5 إبطاء علامات الشيخوخة وتعزيز طول العمر
- 6 تحسين جودة النوم
- 7 تخفيف الإمساك
- 8 مكافحة السمنة وانقاص الوزن
- 9 تعزيز صحة البشرة والشعر
- 10 تقليل الالتهابات
- 11 الحماية من الميكروبات الضارة
- 12 صحة العظام
- 13 حماية صحة العين
- 14 الحماية من مرض السكري وتقليل مستويات السكر في الدم وتقليل مقاومة الأنسولين
- 15 تقليل مستويات الكوليسترول
مضادات الأكسدة
تعتبر مضادات الأكسدة مركبات تساعد في إصلاح الأضرار التي تلحق بخلايا الجسم نتيجة الجذور الحرة، وهي جزيئات ضارة تسبب الإجهاد التأكسدي. يرتبط الإجهاد التأكسدي بعدد من الحالات الصحية المزمنة، مثل السكري والسرطان وأمراض القلب.
تتميز العنب بكونها غنية بعدد من مضادات الأكسدة القوية، حيث تتواجد أعلى تركيزات هذه المركبات في قشور وبذور العنب. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر عدة عوامل على تركيزها، بما في ذلك نوع العنب، ودرجة نضجه، وظروف التخزين بعد الحصاد، والعوامل البيئية.
من المثير للاهتمام أن هذه المركبات المفيدة تبقى موجودة حتى بعد عملية التخمير، مما يجعل النبيذ أيضًا مصدرًا لمضادات الأكسدة. تحتوي بعض أنواع العنب على نسبة أعلى من الأنثوسيانين، وهي فئة من الفلافونويدات التي تعطي هذه الفواكه ألوانًا مثل البرتقالي والأحمر والأزرق والوردي والبنفسجي. تشير الدراسات على البشر والحيوانات إلى أن الأنثوسيانين قد تساعد في الوقاية من أمراض الدماغ والقلب. كما تحتوي العنب على مضادات أكسدة مهمة أخرى مثل الريسفيراترول والكيرسيتين، التي قد تحمي من أمراض القلب وارتفاع مستويات السكر في الدم والسرطان.
يعتبر العنب من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، حيث يحتوي على نسبة عالية من الماء تصل إلى 81%، مما يجعله خياراً مثالياً للحفاظ على رطوبة الجسم. تحتوي الحصة الواحدة، التي تتكون من 15 حبة، على 62 سعرة حرارية فقط، مما يجعله طعاماً خفيفاً ومناسباً للوجبات الخفيفة. يساعد تناول العنب في تقليل الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية، مما يجعله خياراً ممتازاً لمن يسعون للحفاظ على وزنهم أو تحسين عاداتهم الغذائية.
وفقاً لما ذكرته صحيفة “نيويورك بوست”، أشار اختصاصي التغذية الأميركي أنتوني دي مارينو إلى أن هناك فوائد صحية عديدة لتناول العنب. من بين هذه الفوائد، يُعتبر العنب مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة التي تلعب دوراً مهماً في حماية الجسم من الأمراض المزمنة. كما أن تناول العنب يمكن أن يساعد في تحسين صحة القلب، حيث يساهم في خفض ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول الضار.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر العنب مفيداً لصحة الجلد، حيث يحتوي على مركبات تساعد في مكافحة علامات الشيخوخة وتحسين مظهر البشرة. كما أن العنب يحتوي على فيتامينات ومعادن تعزز من صحة الجهاز المناعي، مما يجعله خياراً صحياً متكاملاً. لذا، يُنصح بإدراج العنب في النظام الغذائي اليومي للاستفادة من فوائده الصحية المتعددة.
الوقاية من مرض السرطان
يعتبر العنب من الفواكه الغنية بمكونات طبيعية، حيث يحتوي على أكثر من 1600 مركب نباتي، العديد منها يمتاز بخصائص مضادة للأكسدة. هذه المركبات تلعب دوراً مهماً في حماية الجسم من الأمراض.
من بين هذه المركبات، يبرز الأنثوسيانين الذي يمنح العنب الأحمر لونه المميز، حيث يساهم في مكافحة الجذور الحرة التي قد تؤدي إلى تلف الخلايا وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
علاوة على ذلك، تحتوي قشرة وبذور العنب الأحمر على نسبة عالية من الريسفيراترول، الذي يُعرف بقدرته على تقليل الالتهابات وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. وقد أظهرت دراسة حديثة أن البالغين فوق سن الخمسين الذين تناولوا كميات تتراوح بين 150 إلى 450 غراماً من العنب يومياً لمدة أسبوعين شهدوا تحسناً في أعراض سرطان القولون.
تشير الأبحاث إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في العنب قد تلعب دورًا في الحماية من بعض أنواع السرطان. يُعتبر ريسفيراترول، وهو أحد مضادات الأكسدة الموجودة في هذه الفاكهة، من المركبات التي قد تساهم في تقليل الالتهابات، بالإضافة إلى عمله كمضاد للأكسدة، مما يساعد في منع نمو وانتشار خلايا السرطان في الجسم. وقد تم إجراء دراسات متعددة لاستكشاف تأثيراته على أنواع مختلفة من السرطان، مما يعكس اهتمام العلماء في هذا المجال.
يحتوي العنب أيضًا على مركبات أخرى مثل الكيرسيتين، والأنثوسيانين، والكاتيشين، والتي يُعتقد أنها تمتلك خصائص مكافحة للسرطان. أظهرت الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات أن مستخلصات العنب قد تمنع نمو وانتشار خلايا سرطان القولون والثدي لدى البشر. هذه النتائج تعزز الفهم العلمي حول الفوائد الصحية للعنب وتأثيراته المحتملة على مكافحة السرطان.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة استمرت أسبوعين شملت 30 شخصًا أن الأفراد الذين تجاوزوا الخمسين من عمرهم والذين تناولوا ما بين 150 إلى 450 جرامًا من العنب يوميًا شهدوا انخفاضًا في علامات خطر الإصابة بسرطان القولون. على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات على البشر، إلا أن النظام الغذائي الغني بالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل العنب، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان.
تقليل ضغط الدم
قد تساهم العنب في خفض ضغط الدم. تحتوي كوب واحد (151 جرام) من العنب على 6% من القيمة اليومية الموصى بها من البوتاسيوم. يُعتبر هذا المعدن ضروريًا للحفاظ على مستويات ضغط الدم الصحية.
تشير الأدلة إلى أن البوتاسيوم يساعد في خفض ضغط الدم بشكل أساسي من خلال توسيع الشرايين والأوردة. كما يمكن أن يسهم في إخراج الصوديوم ومنع تضيق الشرايين والأوردة، مما قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم.
ومع ذلك، أظهرت مراجعة لـ 32 دراسة أن تناول كميات من البوتاسيوم سواء كانت منخفضة جدًا أو مرتفعة جدًا قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. وقد نصح الباحثون بالالتزام بالتوصية الحالية للاستهلاك اليومي والتي تبلغ 4.7 جرام.
أكد دي مارينو أن العنب يتميز بانخفاض مستوى الصوديوم، مما يجعله خياراً جيداً للمساعدة في تقليل ضغط الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي العنب على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم، الذي يلعب دوراً مهماً في تنظيم مستويات السكر في الدم، فضلاً عن احتوائه على البوليفينولات، مثل الريسفيراترول، التي أثبتت فعاليتها في خفض ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول الضار، مما يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
أظهرت دراسة أجريت في عام 2015 أن الأفراد الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول والذين تناولوا العنب الأحمر بشكل يومي شهدوا انخفاضاً في مستويات الكوليسترول الكلي والضار بعد انتهاء فترة التجربة التي استمرت ثمانية أسابيع.
تعزيز صحة الدماغ وتحسين الذاكرة والانتباه والمزاج
تشير الدراسات إلى أن تناول العنب يمكن أن يعزز صحة الدماغ بشكل ملحوظ. فقد أظهرت أبحاث أجريت في عام 2017 أن البالغين الذين استهلكوا العنب يومياً لمدة 12 أسبوعاً حققوا تحسناً ملحوظاً في مهاراتهم اللغوية والذاكرة والتركيز.
في دراسة أخرى، أظهر الشباب الذين تناولوا 230 مل من عصير العنب قدرة أكبر على إنجاز المهام المتعلقة بالذاكرة بشكل أسرع، كما بدا أنهم في حالة مزاجية أفضل بعد 20 دقيقة فقط من تناول العصير.
تشير الأبحاث إلى أن الريسفيراترول، وهو مركب موجود في العنب، يمتلك خصائص مضادة للجذور الحرة قد تساهم في الحماية من الخرف والتدهور المعرفي. وعلق دي مارينو قائلاً: “يجب أن نفكر في مرض باركنسون ومرض ألزهايمر، حيث قد تكون هذه الأمراض مرتبطة بالإجهاد التأكسدي، وقد يساعد الريسفيراترول في تقليل مخاطر الإصابة بهما”.
قد تسهم العنب في تحسين الذاكرة والانتباه والمزاج، حيث أظهرت الدراسات أن تناول العنب يمكن أن يعزز صحة الدماغ. في دراسة استمرت 12 أسبوعًا شملت 111 من كبار السن الأصحاء، أظهرت النتائج أن تناول 250 ملغ من مكمل العنب يوميًا أدى إلى تحسين ملحوظ في درجات الاختبارات التي تقيس الانتباه والذاكرة واللغة، مقارنة بالقيم الأساسية.
علاوة على ذلك، أظهرت دراسة أخرى أجريت على البالغين الأصحاء أن شرب 230 مل من عصير العنب أدى إلى تحسين المزاج وسرعة المهارات المتعلقة بالذاكرة بعد 20 دقيقة من الاستهلاك. كما أظهرت دراسة أجريت على الفئران أن تناول ريسفيراترول لمدة 4 أسابيع ساهم في تحسين التعلم والذاكرة والمزاج، حيث أظهرت أدمغة الفئران علامات على زيادة النمو وتدفق الدم.
أخيرًا، قد يوفر ريسفيراترول حماية ضد مرض الزهايمر من خلال تقليل الالتهابات في الدماغ وإزالة ببتيد الأميلويد-بيتا، الذي ارتبط تراكمه بهذا المرض. تشير هذه النتائج إلى أن العنب ومكوناته قد تلعب دورًا مهمًا في تعزيز صحة الدماغ والوقاية من الأمراض المرتبطة به.
إبطاء علامات الشيخوخة وتعزيز طول العمر
يُعتبر الريسفيراترول من العناصر التي قد تساهم في الحفاظ على شباب البشرة وإشراقتها من خلال تقليل الأضرار التي تلحق بالخلايا. وأوضح دي مارينو أن العنب يلعب دورًا في حماية جينات محددة، مما يسهم في تأخير عملية الشيخوخة وزيادة العمر.
تشير الأبحاث إلى أن الريسفيراترول يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على نضارة البشرة، حيث يعمل على تقليل التلف الخلوي. وذكر دي مارينو أن العنب يُساعد في حماية جينات معينة، مما يُعزز من فرص إبطاء الشيخوخة وإطالة الحياة.
يُظهر الريسفيراترول قدرة على دعم صحة البشرة وإشراقتها من خلال تقليل الأضرار الخلوية. كما أشار دي مارينو إلى أن العنب يُساهم في حماية جينات معينة، مما يُساعد في إبطاء الشيخوخة وزيادة متوسط العمر.
تشير الأبحاث إلى أن المركبات النباتية الموجودة في العنب، مثل الريسفيراترول، قد تلعب دورًا في إبطاء علامات الشيخوخة وتعزيز طول العمر. فقد أظهرت الدراسات أن الريسفيراترول يمكن أن يؤخر مظاهر الشيخوخة من خلال محاكاة الفوائد الصحية المرتبطة بتقليل السعرات الحرارية، مثل تقليل الإجهاد التأكسدي، وزيادة مقاومة الإجهاد، وتحسين الاستجابة الالتهابية. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الفوائد قد تم ملاحظتها فقط في الدراسات التي أجريت على الحيوانات.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الريسفيراترول على تنشيط جين SirT1، الذي يتم تفعيله من خلال الحميات الغذائية منخفضة السعرات الحرارية، وقد تم ربطه بزيادة في متوسط العمر المتوقع. يعتبر هذا الجين جزءًا من مجموعة من الجينات التي تلعب دورًا حيويًا في تنظيم العمليات الحيوية المرتبطة بالشيخوخة.
علاوة على ذلك، ينشط الريسفيراترول بروتين السرتوين، الذي ينظم العمليات الخلوية مثل الشيخوخة وموت الخلايا. هذه العمليات تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الخلايا، مما قد يساهم في تحسين جودة الحياة مع تقدم العمر.
تحسين جودة النوم
يعتبر العنب من الأطعمة المفيدة لتحسين جودة النوم، حيث يساهم في زيادة مستويات هرمون الميلاتونين الذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم النوم. لذلك، يُعد العنب خيارًا مثاليًا كوجبة خفيفة في المساء.
يتميز العنب بقلة سعراته الحرارية، مما يجعله خيارًا صحيًا ومناسبًا لمن يسعى لتحسين نومه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد في مواجهة الأرق ومشاكل النوم الأخرى بشكل فعال.
بفضل خصائصه الطبيعية، يُعتبر العنب وسيلة فعالة لتعزيز النوم الجيد، مما يجعله إضافة مثالية للنظام الغذائي، خاصة في ساعات الليل.
تشير الأدلة إلى وجود علاقة مباشرة بين النظام الغذائي وجودة النوم. فقد أظهرت الدراسات أن العنب يعد مصدراً طبيعياً للميلاتونين، وهو هرمون يعزز النوم وينظم دورة النوم والاستيقاظ. يُعتبر الميلاتونين موجوداً بشكل رئيسي في قشرة العنب، مما يفسر وجوده أيضاً في منتجات مثل عصير العنب والنبيذ.
من المثير للاهتمام أن توقيت تناول الميلاتونين يلعب دوراً مهماً في فعاليته، حيث يتعاون هذا الهرمون مع الساعة البيولوجية للجسم. لذلك، إذا كنت ترغب في استخدام العنب لتحسين نومك، يُفضل تناوله في وقت مبكر من المساء لتحقيق أفضل النتائج.
بشكل عام، يُعتبر العنب مصدراً طبيعياً للميلاتونين، وهو هرمون قد يسهم في تحسين جودة النوم، مما يجعله خياراً جيداً لمن يسعون إلى تعزيز نومهم بشكل طبيعي.
تخفيف الإمساك
الإمساك هو حالة تتمثل في قلة تكرار خروج البراز والشعور بعدم الإفراغ الكامل. تعتبر التغييرات الغذائية، مثل زيادة تناول الألياف والسوائل، ضرورية لعلاج هذه الحالة، حيث أن الجفاف يعد سببًا شائعًا ثانويًا للإمساك.
تحتوي الفواكه الكاملة مثل العنب على الألياف التي يمكن أن تحسن بشكل كبير من أعراض الإمساك، حيث تساعد في تقليل الوقت الذي يستغرقه البراز للمرور عبر القولون، بالإضافة إلى زيادة وزن البراز وعدد حركات الأمعاء اليومية مقارنة بعصائر الفواكه. علاوة على ذلك، يتكون العنب من 81% من الماء، مما يجعله خيارًا جيدًا للمساعدة في تحقيق أهداف الترطيب.
باختصار، يعتبر العنب مصدرًا جيدًا للماء والألياف، مما قد يساعد في تخفيف الإمساك.
مكافحة السمنة وانقاص الوزن
قد تكون لمركبات الأنثوسيانين الموجودة في العنب تأثيرات مضادة للسمنة، حيث إن السمنة تزيد من خطر الإصابة بعدة حالات صحية مثل السكري وأمراض القلب والسرطان. أظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران التي تتبع نظامًا غذائيًا عالي الدهون أن الأنثوسيانين قد يساهم في تقليل زيادة الوزن وتقليل محتوى الدهون في الكبد.
علاوة على ذلك، أظهرت الأبحاث على الحيوانات أن مستخلص البروانثوسيانيدين من بذور العنب قد يزيد من مستويات هرمون الشبع GLP-1، مما قد يؤدي إلى تقليل الشهية وتقليل تناول الطعام. ومع ذلك، لا توجد دراسات كافية على البشر لدعم هذه النتائج بشكل قاطع.
بشكل عام، يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في العنب في مكافحة السمنة من خلال تثبيط الشهية ومنع زيادة الوزن، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث على البشر لتأكيد هذه الفوائد.
تعزيز صحة البشرة والشعر
يُعتبر ريسفيراترول من المركبات التي قد تُسهم في تعزيز صحة البشرة والشعر، حيث يتمتع بخصائص وقائية متعددة. لقد أصبح هذا المركب شائعًا في صناعة مستحضرات التجميل بفضل قدرته على اختراق حاجز الجلد وزيادة تركيز الكولاجين، بالإضافة إلى حمايته من الأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس. تشير الدراسات على الحيوانات إلى أن تأثير ريسفيراترول على إنتاج الكولاجين قد يُعزز من سرعة شفاء الجروح، مما يعكس فعاليته في تحسين صحة الجلد.
علاوة على ذلك، تلعب العوامل المؤكسدة والالتهابات دورًا في تساقط الشعر، وقد أظهرت الأبحاث أن ريسفيراترول قد يُساعد أيضًا في تعزيز نمو الشعر. حيث يعمل هذا المركب على حماية بصيلات الشعر من الأضرار البيئية، كما يُعزز من زيادة عدد الخلايا الفولكلورية المهمة التي تُشجع على نمو الشعر. هذه الخصائص تجعل ريسفيراترول عنصرًا جذابًا في العناية بالشعر، مما يُشير إلى إمكانية استخدامه كعلاج طبيعي لمشاكل الشعر.
ومع ذلك، لا تزال الدراسات المتعلقة بتأثير استهلاك العنب على صحة الجلد والشعر محدودة، مما يستدعي الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الفوائد المحتملة بشكل أفضل. في المجمل، يُظهر ريسفيراترول، وهو مضاد أكسدة موجود في العنب، وعودًا في حماية البشرة من الأضرار وتعزيز نمو الشعر، ولكن يتطلب الأمر المزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع.
تقليل الالتهابات
قد تساهم العنب في تقليل الالتهابات. بينما يُعتبر الالتهاب بمستويات منخفضة استجابة طبيعية للجسم، إلا أن الالتهاب المزمن يلعب دورًا رئيسيًا في تطور حالات صحية طويلة الأمد مثل السرطان وأمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل والاضطرابات المناعية. تشير الأبحاث إلى أن مركبات الأنثوسيانين والريسفيراترول الموجودة في العنب ترتبط بخصائص قوية مضادة للالتهابات.
تظهر الدراسات أن كلا المركبين يمكن أن يثبطا التعبير عن علامات الالتهاب مثل عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha) والإنترلوكين-6 (IL-6). ومع ذلك، تفتقر الأبحاث إلى دراسات تتعلق بالعنب نفسه، مما يبرز الحاجة إلى مزيد من التحقيقات لفهم تأثيراته بشكل أفضل.
في الختام، تحتوي العنب على مركبات تمتلك تأثيرات مضادة للالتهابات، مما قد يساعد في الحماية من الأمراض المزمنة. إن فهم هذه الخصائص يمكن أن يساهم في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المرتبطة بالالتهاب المزمن.
الحماية من الميكروبات الضارة
تعتبر العنب من الفواكه التي تحتوي على مجموعة من المركبات التي قد تساهم في الحماية من الميكروبات الضارة. من بين هذه المركبات، يُعرف ريسفيراترول بخصائصه المضادة للميكروبات، حيث يُظهر فعالية في تثبيط نمو بعض أنواع البكتيريا والفطريات مثل كامبيلوباكتر جيجوني وكنيديا ألبكانس. هذه الخصائص تجعل العنب خيارًا جيدًا للوقاية من الأمراض المنقولة عبر الغذاء، حيث يُساعد ريسفيراترول عند إضافته إلى أنواع مختلفة من الأطعمة في منع تكاثر البكتيريا الضارة مثل الإشريكية القولونية.
بالإضافة إلى ريسفيراترول، تحتوي العنب على مركبات أخرى مثل الأنثوسيانين، التي قد تلعب دورًا في تدمير جدران الخلايا البكتيرية، مما يعزز من فعالية العنب كمضاد للميكروبات. هذه المركبات تعمل بشكل متكامل لتعزيز الصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية والفطرية.
علاوة على ذلك، تُعتبر العنب مصدرًا جيدًا لفيتامين C، المعروف بفوائده العديدة في تعزيز جهاز المناعة. لذا، فإن تناول العنب يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة من خلال توفير الحماية ضد الميكروبات الضارة وتعزيز المناعة.
صحة العظام
تعتبر العنب من الفواكه الغنية بالمعادن والفيتامينات الضرورية لصحة العظام، حيث تحتوي على البوتاسيوم والمنغنيز والفيتامينات B وC وK، التي تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من هشاشة العظام، وهي حالة تؤدي إلى ضعف العظام. تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر إلى أن مادة الريسفيراترول الموجودة في العنب قد تساهم في تحسين كثافة العظام.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة استمرت لمدة 8 أسابيع أن الفئران التي تم تغذيتها بمسحوق العنب المجفف بالتجميد حققت نتائج أفضل في امتصاص العظام والاحتفاظ بالكالسيوم مقارنة بالفئران التي لم تتلقَ هذا المسحوق. كما أظهرت دراسة أخرى استمرت لمدة عامين على النساء بعد انقطاع الطمث أن تناول 75 ملغ من الريسفيراترول مرتين يوميًا ساهم في تحسين كثافة المعادن في العظام وتقليل فقدان العظام، مما أدى إلى تقليل خطر الكسور الكبيرة وكسور الورك.
ومع ذلك، لا تزال الدراسات البشرية في هذا المجال محدودة، مما يستدعي الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم تأثير العنب ومكوناته على صحة العظام بشكل أفضل.
حماية صحة العين
تشير الأبحاث إلى أن المركبات النباتية الموجودة في العنب قد تلعب دورًا مهمًا في حماية صحة العين. فقد أظهرت دراسة أجريت على الفئران أن تلك التي تم تغذيتها بالعنب أظهرت علامات أقل من الضرر في الشبكية، بالإضافة إلى تحسين في وظائف الشبكية مقارنة بالفئران التي لم تتناول الفاكهة. هذه النتائج تشير إلى أن العنب قد يكون له تأثير إيجابي على صحة العين.
في دراسة أخرى أجريت في المختبر، تم اكتشاف أن مادة الريسفيراترول، الموجودة في العنب، تحمي خلايا الشبكية في العين البشرية من تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية من النوع A. هذا الاكتشاف قد يقلل من خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو مرض شائع يؤثر على الرؤية. كما تشير مراجعة علمية إلى أن الريسفيراترول قد يساهم أيضًا في الحماية من الزرق، وإعتام عدسة العين، وأمراض العين المرتبطة بالسكري.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي العنب على مضادات الأكسدة مثل اللوتين والزيكسانثين، التي أثبتت فعاليتها في الحفاظ على صحة العين، وتحسين الأداء البصري، والوقاية من الأمراض الشائعة المرتبطة بالعمر. هذه المركبات تعزز من قدرة العين على مواجهة التحديات البيئية وتساعد في الحفاظ على الرؤية السليمة مع تقدم العمر.
الحماية من مرض السكري وتقليل مستويات السكر في الدم وتقليل مقاومة الأنسولين
قد تساهم في الحماية من مرض السكري وتقليل مستويات السكر في الدم. تحتوي العنب على 23 جرامًا من السكر لكل كوب (151 جرامًا)، مما قد يجعلك تتساءل عما إذا كانت خيارًا جيدًا للأشخاص المصابين بالسكري. عند النظر إلى تصنيف مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) – وهو مقياس لمدى سرعة رفع الطعام لمستويات السكر في الدم – ستجد أنه يتراوح بين 49 و59، اعتمادًا على نوع العنب.
بالمثل، فإن تعريف مؤشر السكر المنخفض يختلف حسب المصدر؛ حيث يعتبر بعض الأشخاص أن الرقم أقل من 55 هو منخفض، بينما يعتبر آخرون أن الرقم أقل من 50 هو المنخفض. وهذا يعني أن درجة مؤشر السكر للعنب قد تتراوح بين المنخفض والمتوسط، مما يعني أنها قد ترفع مستويات السكر في الدم بشكل بطيء أو معتدل، لكنها لن تسبب ارتفاعًا حادًا.
ومع ذلك، يجب أن تضع في اعتبارك أن تناول كميات كبيرة من الطعام ذي المؤشر المنخفض سيؤدي إلى نفس تأثير تناول الطعام ذي المؤشر العالي على مستويات السكر في الدم. لذا، من الأفضل تناول العنب باعتدال.
تشير الأبحاث إلى أن المركبات الموجودة في العنب قد تسهم في تحسين مؤشرات استجابة الجسم للأنسولين. في مراجعة شملت 29 دراسة على 1297 بالغًا، لوحظ أن تناول العنب والمكملات المستخلصة منه أدى إلى انخفاض ملحوظ في ما يعرف بتقييم النموذج الاستاتيكي للأنسولين (HOMA-IR)، وهو مقياس يستخدم لتحديد مقاومة الأنسولين.
من بين المركبات المهمة الموجودة في العنب، يُعتبر الريسفيراترول ذا تأثير إيجابي على قدرة الجسم في استخدام الأنسولين. حيث يعمل على تقليل مقاومة الأنسولين وزيادة حساسية الجسم له، بالإضافة إلى حماية خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. كما يُعزز الريسفيراترول من إنتاج الأنسولين ويزيد من عدد مستقبلات الجلوكوز على أغشية الخلايا.
إدارة مستويات السكر في الدم على المدى الطويل تُعد أمرًا حيويًا لتقليل مخاطر الإصابة بالسكري والوقاية من المضاعفات المرتبطة به. من خلال تحسين استجابة الجسم للأنسولين، يمكن أن يسهم تناول العنب في تعزيز الصحة العامة وتقليل احتمالية تطور حالات مرضية خطيرة.
تقليل مستويات الكوليسترول
قد تساهم المركبات الموجودة في العنب في الحماية من ارتفاع مستويات الكوليسترول من خلال تقليل امتصاص الكوليسترول. في دراسة استمرت ثمانية أسابيع شملت 69 شخصًا يعانون من ارتفاع الكوليسترول، أظهرت النتائج أن تناول ثلاثة أكواب (500 جرام) من العنب الأحمر يوميًا ساعد في خفض مستويات الكوليسترول الكلي وكوليسترول LDL (الكوليسترول الضار). ومع ذلك، لم يكن للعنب الأبيض نفس التأثير.
علاوة على ذلك، أظهرت الأنظمة الغذائية الغنية بالريسفيراترول، وهو مضاد أكسدة موجود في العنب، مثل النظام الغذائي المتوسطي، أنها تساهم في تقليل مستويات الكوليسترول. هذه الأنظمة الغذائية ليست فقط مفيدة لصحة القلب، بل تلعب أيضًا دورًا في تحسين الصحة العامة.
بشكل عام، يمكن أن تساهم المركبات الموجودة في العنب في حماية القلب من خلال خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، مما يعزز من صحة الأوعية الدموية ويقلل من مخاطر الأمراض القلبية.