يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، وهو يوم يكرم فيه إسهامات المرأة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. ويعبر هذا اليوم عن التزامنا بتحقيق المساواة بين الجنسين وتشجيع الاندماج. يحثنا موضوع هذا العام على التخيل والعمل من أجل عالم يكون فيه حقوق المرأة وكرامتها محفوظة، ويكون فيه خاليًا من أي نوع من أنواع التحيز والصور النمطية والإقصاء – عالم متنوع وعادل وشامل. إنه يوم للتذكير والإشادة بإنجازات المرأة، وللتوعية بالصعوبات التي تعاني منها، وللتدخل من أجل تحسين وضع المرأة. إنه يوم يخصنا جميعًا، في كل مكان، حيث نتحد بروح التضامن لإحداث تغيير إيجابي للنساء.
يأتي الثامن من مارس سنويًا موعدًا لـ”اليوم العالمي للمرأة”، حيث تُقام العديد من المناسبات والأنشطة عالميا تقديراً لما أنجزته المرأة، وإذكاء الفكر السياسي والمجتمعي بخصوص مسائل المرأة.
وتشهد الكثير من المدن العالمية تنظيم مظاهرات وتجمعات واحتجاجات، وتتزين شوارع بعض تلك المدن باللون الأرجواني الذي أصبح رمزًا لحقوق المرأة.
محتويات المقال
الأصل التاريخي والنضالي لهذا اليوم
إنّ هذا اليوم يعبّر عن النضال الطويل الذي خاضته المرأة لأكثر من قرن، حين انطلقت النساء العاملات في شمال أميركا وأوروبا للمطالبة بتعديل ظروف عملهن.
ويعود تخصيص يوم للمرأة إلى 1909، من قِبَل الحزب الاشتراكي الأميركي، الذي حدد الثامن والعشرين من فبراير يومًا للاحتفال باليوم الوطني للمرأة بالولايات المتحدة، تخليداً لإضراب عاملات النسيج في نيويورك عام 1908، حيث نظمن مظاهرة للمطالبة بتقليص ساعات العمل وتحسين الأجور والحق في الاقتراع.
وفي عام 1910، طالب المؤتمر الدولي للنساء الاشتراكيات الذي عُقِد في كوبنهاغن بالدنمارك، بتحديد يوم دولي للمرأة من دون تعيين تاريخ محدد.
وانطلقت أولى فعاليات اليوم المخصص للمرأة في التاسع عشر من مارس عام 1911، حيث خرجت النساء في مسيرات مطالبات بحقوق العمل، والتدريب المهني، وإنهاء التمييز ضدهن.
وفي الثامن من مارس لعام 1914، تظاهرت النساء في مدن أوروبية عدة مُطَالِبات بحق الاقتراع للمرأة واحتجاجًا على الحرب العالمية.
وفي روسيا عام 1917، اختارت النساء الأحد الأخير من فبراير للإضراب والتظاهر مطالبات بـ”الخبز والسلام”، وأدت حركتهن إلى إقرار حق المرأة في الانتخابات. وبعد الحرب العالمية الثانية، استمرت الاحتفالات بهذا اليوم في الثامن من مارس في العديد من الدول.
ومن ثم، في عام 1975، بدأت الأمم المتحدة بتقليد الاحتفال بيوم 8 مارس باعتباره اليوم العالمي للمرأة، وبعد عامين، في ديسمبر 1977، تبنت الجمعية العامة قرارا بإعلانه يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولي.
ومن ذلك الحين، يُحتفى بهذا اليوم كل عام، حيث يتم تحديد موضوع معين لكل سنة.
يوم المرأة العالمي
لأزيد من قرن، تم تكريس اليوم الثامن من مارس/آذار للاحتفاء بالمرأة عالمياً.
ربما سمعت عن يوم المرأة العالمي يُذكر في وسائل الإعلام أو في محادثات الأصحاب.
لكن، ما السبب وراء اختيار هذا اليوم بالذات للمرأة؟ وما هو تاريخه المحدد من بين أيام العام؟ وما قيمة هذه التقاليد؟
قصة يوم المرأة العالمي وكيف بدأ ؟
في سنة 1910، كانت كلارا زيتكن هي الرائدة في إطلاق يوم المرأة العالمي.
انطلاقة يوم المرأة العالمي كانت من جذور الحركة العمالية وأصبح بعد ذلك حدثاً سنوياً تعترف به الأمم المتحدة.
وقد تم زرع فكرة هذا اليوم في سنة 1908، حيث تظاهرت 15 ألف امرأة في مدينة نيويورك مطالبات بتقليل ساعات العمل وزيادة الأجور وحق التصويت.
في السنة التي تلت ذلك، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي عن يوم المرأة العالمي للمرة الأولى.
وقد جاءت فكرة كون هذا اليوم عالمياً من امرأة تُدعى كلارا زيتكن، والتي كانت ناشطة يسارية وداعية لحقوق المرأة.
وأطلقت كلارا هذه الفكرة في عام 1910، خلال مؤتمر دولي للنساء العاملات في كوبنهاغن، الدنمارك، بمشاركة مائة امرأة من سبعة عشرة دولة، وقد لاقت فكرتها قبولاً بالإجماع من الحضور.
وجرى الاحتفال الأول بهذا اليوم عام 1911 في أستراليا والدنمارك وألمانيا وسويسرا، وفي عام 2011 تم الاحتفال بمئوية اليوم العالمي للمرأة.
وحصل الاحتفال بهذا اليوم على طابع رسمي في عام 1975 عندما بدأت الأمم المتحدة بالاحتفال به.
ومن ثم أصبح يوم الثامن من مارس/آذار موعداً للاحتفال بالمرأة على مستوى العالم، بغض النظر عن مكانتها الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، بينما كان للجذور السياسية لهذا الحدث دلالة على الإضرابات والمسيرات التي نُظمت للتوعية بقضايا عدم المساواة بين الجنسين.
ما سبب اختيار تاريخ 8 مارس للاحتفال ؟
عندما اقترحت كلارا زينكن تأسيس يوم عالمي للمرأة، لم تحدد يوماً معيناً له.
ولم يأخذ الأمر صفة الرسمية حتى إضراب نُظم في زمن الحرب في عام 1917، حينما طالبت نساء روسيا ب “الخبز والسلام”، وخلال اليوم الرابع للإضراب، اضطر القيصر للاستجابة لمطالبهن، ومنحتهن الحكومة حق التصويت.
فاليوم الذي بدأ فيه الإضراب الروسي كان الأحد، الثالث والعشرين من فبراير/شباط وفقاً للتقويم اليولياني المتبع في روسيا وقتها، والذي يوافق الثامن من مارس/آذار حسب التقويم الغريغوري المستخدم الآن.
ماعلاقة اللون الارجواني بيوم المراة العالمي ؟
يعدّ اللون الأرجواني بجانب الألوان الأخضر والأبيض الألوان المميزة للاحتفال بيوم المرأة العالمي.
يرمز اللون الأرجواني للعدل والكرامة، في حين يرمز اللون الأخضر إلى الأمل، ويرمز الأبيض إلى النقاء.
وتُستمد هذه الألوان من حركة الاتحاد الاجتماعي والسياسي للنساء في المملكة المتحدة في عام 1908، وفقاً لموقع يوم المرأة العالمي الإلكتروني.
كيف يتم الاحتفال باليوم ؟
يتم الاعتراف بيوم المرأة العالمي كعطلة رسمية في عدة دول كروسيا حيث تزيد مبيعات الزهور بشكل كبير في الأيام المحيطة بيوم الثامن من مارس/آذار.
وفي الصين، تحصل نساء كثيرات على نصف يوم إجازة في الثامن من مارس/آذار بناءً على تعليمات السلطات المحلية.
وفي إيطاليا، تُقدم زهور الميموزا كهدية في يوم المرأة العالمي، وهي تقليد غير واضح الأصول، لكن يعتقد أنه بدأ في روما بعد الحرب العالمية الثانية.
في الولايات المتحدة، يُعتبر شهر مارس/آذار فترة لتكريم تاريخ المرأة، حيث يُصدر الرئيس الأمريكي بيانًا يُسلط الضوء على إنجازات النساء الأمريكيات.