في السنة الكبيسة، يُضاف يوم إضافي إلى الرزنامة الغريغورية لضمان استمرارية مواكبتها للسنة الفلكية. ويُعرف هذا اليوم بيوم الكبيسة. تحتاج الأرض إلى 365.2422 يومًا لإكمال دورة كاملة حول الشمس، لذا يُضاف يوم كل أربع سنوات إلى الرزنامة الغريغورية. بدون هذا التعديل، ستنزاح فصول السنة ببطء مع الزمن. يحتمل أن يرمز “جوجل” للسنة الكبيسة بواسطة صورة الضفدع، إذ يُشار إليه في العديد من الأفكار المتعلقة بالخصوبة والمياه والأساطير والأحوال الجوية والتقاويم الأثرية. ويُفترض أن هذا اليوم الإضافي يُعزز من روح الاحتفاء وتمكين الأفراد من الاستمتاع بأوقاتهم.
اسطورة الضفدع و السنة الكبيسة
أما عن أسطورة الضفدع، فلا توجد قصة معينة محددة تتعلق بالسنة الكبيسة، لكن هناك مجموعة من الحكايات والمفاهيم التي ترتبط بالوقت الإضافي الذي يأتي به هذا اليوم. في ثقافات متنوعة، تحظى السنة الكبيسة بأهمية خاصة وتُعدّ فرصة للاحتفال والأمل. في الفولكلور، قد يُرتبط الضفدع بالسنة الكبيسة كرمز للتجديد والتحول، وفي بعض الأساطير، يُعقد أن الضفدع رمز للحظ السعيد والثروة. هذه القصص هي خيالات ولكنها تضفي سحرًا وجاذبية على السنة الكبيسة.

جوجل يحتفل بالسنة الكبيسة
احتفى عملاق البحث “جوجل” بالسنة الكبيسة وتاريخ 29 من فبراير، وهو الوقت الفريد الذي يأتي اليوم الخميس مرة كل أربع أعوام، وهذا ما يسمى “سنة كبيسة” ضمن التقويم المعتاد الذي يقول بأن شهر فبراير له 28 يوما فقط، ولكن يتم تمديده إلى 29 يومًا في السنوات الكبيسة.
وقد عدّلت “جوجل” صفحتها الرئيسية المألوفة إلى صورة دالة تُجسد الضفدع وتوضع بين يومي 28 فبراير و1 مارس.
ويتزامن يوم الخميس، الذي يصادف اليوم الأخير من فبراير في سنة 2024، مع 29 من الشهر نفسه، وهذا هو اليوم الذي يحدث مرة واحدة كل أربع سنوات وفقًا للتقويم الذي يشير إلى أن شهر فبراير يشتمل عادةً على 28 يومًا فحسب، وليس كما في السنوات الكبيسة حيث يصل عدد أيام الشهر إلى 29.
وفقًا لما أشارت إليه الجمعية الفلكية في جدة، فإن يوم 29 فبراير يُعرف باليوم الكبيس، وهذا اليوم الزائد يجعل مدة السنة 366 يومًا وليس مجرد 365 يومًا كما في السنوات البسيطة. في الواقع، يُعد إضافة الأيام الكبيسة ضرورية لضمان توافق التقويم مع دورة الأرض حول الشمس، حيث تستغرق الأرض حوالي 365.242189 يومًا، أو بمعنى آخر 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و45 ثانية، لتكمل دورة كاملة حول الشمس.
بدون هذا اليوم الإضافي وفي حالة إضافته كل أربع سنوات في 29 فبراير، سوف نفقد تقريبًا ست ساعات سنويًا، وبعد مرور مائة عام، سيبتعد التقويم بدون السنوات الكبيسة بمقدار 24 يومًا تقريبًا عن التوقيتات الموسمية الثابتة كالاعتدال الربيعي أو الانقلاب الشتوي، بحسب الجمعية الفلكية في جدة.

ماذا تعنى السنة الكبيسة ؟
بينما يختتم يوم الخميس (29 فبراير 2024)، يستعيد التقويم الغربي تسلسله الطبيعي مع الأشهر القادمة. في العام 2024، يمثل هذا اليوم “المضاف” في شهر فبراير حدثًا يتكرر كل أربعة أعوام.
أوضح الباحثون أن الإغفال في تطبيق السنوات الكبيسة على مدار حوالي 750 سنة مضت قد يؤدي إلى فقدان التزامن بين التقويم الغربي والدورات الموسمية، ما يسفر عن تحول الأوقات الأشد برودة إلى مواعيد أخرى من العام.
تتألف السنة في التقويم الغربي عادة من 365 يومًا، لكنها تزداد بيوم إضافي كل أربع سنوات، مما يشكل السنة الكبيسة كما كان الحال في عام 2020، والمتوقع أن يقع مجددًا في 2028.
يُضاف هذا اليوم في شهر فبراير، في اليوم التاسع والعشرين منه، وهو ما يحل مرة كل أربع سنوات بهدف محاذاة التقويم الغربي مع السنة الفلكية، بالتالي تصبح السنة الميلادية 366 يومًا بدلًا من 365، إذ تعبر هذه الفترة عن المدة التقريبية لدوران الأرض حول الشمس.
مع ذلك، فإن المدة الدقيقة التي تستغرقها الأرض لإكمال مدار حول الشمس تقارب 365.25 يومًا.
لذا، من أجل الحفاظ على تطابق مواسم التقويم الغربي مع المواسم الطبيعية، يُضاف يوم إضافي في التقويم كل أربع سنوات، حسب ما ذكرت جريدة “الإندبندنت” البريطانية.
في عام 1582، أصدر البابا غريغوريوس الثالث عشر أمراً بتعديل التقويم مفيدًا بأن السنة ستكون كبيسة كل أربع سنوات إذا كانت قابلة للقسمة على 4 لكن ليس على 100، أو إذا كانت قابلة للقسمة على 400.
أفاد دانييل براون، الأستاذ المشارك بكلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة نوتنغهام ترينت، أنه لولا التزامنا بالسنوات الكبيسة لأخذ التقويم الغربي في الانفصال عن المواسم وأصبحت أبرد أيام العام في شهور أخرى، مثل يونيو.
وعلى الرغم من الإقرار العام بحدوث السنة الكبيسة كل أربع أعوام، هناك استثناءات لهذه القاعدة.
كما أن السنة الكبيسة، على الرغم من غايتها في تحقيق التوازن بين التقويم الغربي وفلك الأرض حول الشمس، فإنها ليست حلًا مثاليًا. تعتمد السنة الكبيسة على إدخال 24 ساعة كل أربع سنوات، مما يعني تجاوز السنة التقويمية للسنة الشمسية بما يقارب 11 دقيقة و14 ثانية.
يؤدي التراكم الزمني بهذا المقدار إلى ظهور يوم إضافي بعد مرور 128 سنة تقويمية بجانب الـ29 من فبراير، لذا يتم إلغاء السنة الكبيسة مرة واحدة كل 400 عام، ما يسهم في تقليص الفارق الزمني بمقدار دقيقة واحدة لصالح السنة التقويمية، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر السنة الشمسية عن التقويمية بيوم كامل بعد مرور 3300 عام.