يسعى فريق التعاون لتحقيق إنجاز تاريخي بالوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2، حيث يواجه في مباراة الإياب فريق الشارقة الإماراتي في مواجهة حاسمة تتسم بالتنافسية العالية. ستكون المباراة تحدياً كبيراً للتعاون الذي يأمل في تجاوز عقبة الشارقة، خاصة بعد الأداء القوي الذي قدمه في مباراة الذهاب.
ستقام المباراة على ملعب نادي الشارقة مساء الثلاثاء، بعد أن جرت مباراة الذهاب الأسبوع الماضي في مدينة بريدة. من المتوقع أن تشهد هذه المواجهة حضوراً جماهيرياً كبيراً من مشجعي الشارقة، بالإضافة إلى عدد من أنصار التعاون الذين سيسافرون إلى الشارقة لدعم فريقهم المعروف بلقب “سكري القصيم”. الأجواء ستكون مشحونة بالحماس والتشجيع من كلا الجانبين.
في سياق آخر، يلتقي في مباراة الذهاب الأخرى لنصف النهائي، فريق سيدني إف سي الأسترالي مع ضيفه ليون سيتي سايلورس من سنغافورة يوم الأربعاء. وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز ليون بهدفين دون رد، مما يزيد من حدة التنافس في هذه المرحلة الحاسمة من البطولة.
يدخل فريق التعاون مباراة الإياب أمام الشارقة وهو يحمل ثقة كبيرة بعد الفوز في مباراة الذهاب بهدف نظيف، سجله اللاعب المغربي عبد الحميد صابيري في الدقيقة الثانية. هذا الهدف منح الفريق خطوة مهمة نحو النهائي القاري، لكن التحدي لا يزال قائماً، حيث يمتلك الشارقة القدرة على العودة وإدراك التعادل، مما يهدد بتقديم مباراة أكثر صعوبة من تلك التي شهدتها الجولة الأولى.
كانت مباراة الذهاب متوازنة بشكل كبير، حيث بذل كلا الفريقين جهوداً مضنية لإيقاف هجمات الآخر. ورغم أن الشارقة أتيحت له العديد من الفرص، إلا أن اللاعبين لم يتمكنوا من استغلالها بشكل جيد، مما أدى إلى ضياعها بسبب عدم التركيز في اللمسة الأخيرة. يسعى المدرب كوزمين أولاريو إلى استغلال هذه الفرص بشكل أفضل في مباراة الإياب، حيث يأمل في تحقيق نتائج إيجابية أمام المرمى السعودي.
يضع محمد العبدلي، المدير الفني لفريق التعاون، هدف الفوز بلقب البطولة الآسيوية في مقدمة أولوياته، مدركاً أن هذا اللقب هو الأهم للفريق هذا الموسم. ويظهر ذلك من خلال إراحته لعدد من اللاعبين الأساسيين في مباراة الأخدود ضمن الجولة السابعة والعشرين من الدوري السعودي للمحترفين، والتي انتهت بالتعادل 1-1، مما يعكس استعداده الكامل لمواجهة الشارقة في الإياب.
تولى العبدلي مسؤولية قيادة فريق التعاون في الفترة الأخيرة، حيث جاء ذلك في إطار جهود إنقاذ الفريق خلال البطولة الآسيوية بعد تراجع الأداء الملحوظ تحت إشراف المدرب السابق الأرجنتيني رودولفو أروابيانا. وقد اتخذت إدارة النادي قراراً بإقالة المدرب السابق وتكليف العبدلي بمهمة القيادة حتى نهاية الموسم، نظراً لخبرته العميقة ومعرفته الدقيقة بتفاصيل الفريق، حيث عمل في الجهاز الفني لمدة أربع سنوات.
يملك التعاون مجموعة من اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم في المباريات الأخيرة، ومن بينهم الغامبي موسى بارو الذي يعد من أبرز الأسماء في الفريق. يتمتع بارو بقدرات فنية عالية وحضور تهديفي لافت، حيث يتصدر قائمة الهدافين برصيد 5 أهداف. وتعول الجماهير كثيراً على بارو في قيادته للفريق نحو تحقيق التأهل إلى المباراة النهائية، مما يعكس أهمية دوره في المرحلة الحالية.
حتى الآن، سجل فريق التعاون 20 هدفاً في 11 مباراة ضمن البطولة، بينما استقبلت شباكه 12 هدفاً. هذه الأرقام تعكس أداء الفريق وتطلعاته، حيث يسعى التعاون إلى مواصلة البناء على هذه الإنجازات وتعزيزها خلال مشواره في البطولة الحالية، مما يعكس طموح الفريق في تحقيق نتائج إيجابية وتحقيق الألقاب.
استحق فريق التعاون التأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة بعد تقديمه مجموعة من العروض القوية التي ساهمت في تصدره المجموعة الأولى برصيد 15 نقطة، حيث حقق خمسة انتصارات مقابل هزيمة واحدة فقط. هذا الأداء المتميز يعكس قوة الفريق وقدرته على المنافسة في هذه البطولة.
في مرحلة المجموعات، حقق التعاون انتصارات مثيرة، حيث تغلب على الخالدية البحريني بنتيجة 3 – 2 و2 – 1، كما فاز على ألتين أسير التركماني 2 – 1 و4 – 0، بالإضافة إلى انتصاره على القوة الجوية العراقي 1 – 0، بينما تلقى خسارة وحيدة أمام نفس الفريق بنتيجة 1 – 2. هذه النتائج تعكس الأداء القوي للفريق وقدرته على تحقيق الانتصارات في مواقف صعبة.
في دور الـ16، واجه التعاون تحدياً مثيراً أمام الوكرة القطري، حيث تعادل الفريقان في مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة 2 – 2، ليتم الحسم بركلات الترجيح التي ابتسمت للتعاون 4 – 3. بعد ذلك، واجه الفريق الإيراني تراكتور سازي في دور الثمانية، حيث انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي، بينما شهدت مباراة الإياب تقلبات عديدة، حيث انتهت الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل 2 – 2، ليحسم التعاون المباراة مرة أخرى بركلات الترجيح 4 – 2.
في سياق البطولة الحالية، أظهر فريق الشارقة أداءً متميزًا جعله من أبرز المرشحين للفوز باللقب، حيث تمكن من التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد تقديمه لمستويات عالية، خاصة في المباراة المثيرة التي جمعته مع فريق شباب الأهلي في ربع النهائي. هذا الأداء القوي يعكس التزام الفريق وعزيمته على تحقيق النجاح في هذه المنافسة.
ومع ذلك، يواجه الشارقة تحديًا في استعادة قوته الهجومية، حيث لم يتمكن من تحقيق الفوز في آخر مباراتين له على أرضه ضمن دوري أبطال آسيا. ولتجهيز الفريق بشكل مثالي لهذه المباراة الحاسمة، قرر الجهاز الفني منح اللاعبين إجازة لمدة أسبوع، مما يتيح لهم الفرصة لاستعادة لياقتهم البدنية والتركيز على الاستعداد النفسي.
من جهة أخرى، خاض فريق التعاون مؤخرًا مباراة في الدوري السعودي للمحترفين ضد فريق الأخدود، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1. هذا التعادل يعكس التحديات التي يواجهها التعاون في سعيه لتحسين نتائجه في الدوري، مما يزيد من أهمية المباريات القادمة في تعزيز موقفه في المنافسة.