يأمل سيرجيو كونسيساو، المدير الفني لفريق ميلان، في أن يتمكن فريقه من تجاوز التحديات التي واجهها في الآونة الأخيرة، وذلك عندما يستضيف غريمه التقليدي إنتر ميلان في إطار منافسات دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم يوم الأحد. يأتي هذا اللقاء بعد أن حقق ميلان انتصارين على جاره إنتر في الموسم الحالي، حيث تمكن من الفوز عليه في مباراة الدوري في سبتمبر الماضي، ثم أضاف انتصاراً آخر في كأس السوبر الإيطالي في يناير، مما يعكس تفوقه في المواجهات المباشرة.
على الرغم من النجاحات السابقة، يواجه ميلان حالياً صعوبات في الأداء، حيث خسر الفريق اثنتين من آخر أربع مباريات خاضها في جميع المسابقات. كان من أبرز تلك الهزائم الخسارة غير المتوقعة أمام دينامو زغرب بنتيجة 2 – 1 في دوري أبطال أوروبا، مما أدى إلى حرمان الفريق من التأهل المباشر إلى دور الـ16، ليضطر بذلك للعب في الدور الفاصل. هذه النتائج السلبية تثير القلق بين جماهير الفريق، التي تأمل في استعادة الفريق لهيبته.
خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم السبت، أشار كونسيساو إلى ضرورة تحسين العديد من الجوانب في أداء الفريق، حيث قال: “هناك الكثير من الأمور علينا تحسينها”. تعكس هذه التصريحات إدراك المدرب للتحديات التي تواجه الفريق، وتؤكد على أهمية العمل الجماعي والتركيز في المباريات القادمة، خاصة في مواجهة إنتر ميلان، الذي يعد من أقوى المنافسين في الدوري.
أعرب المدرب البرتغالي، الذي يبلغ من العمر 50 عاماً، عن رؤيته حول تحدياته الجديدة مع فريق ميلان، حيث تولى المسؤولية في نهاية ديسمبر بعد مغادرته لبورتو في يونيو. وأكد أن حياة المدرب تتطلب دائماً الاستعداد، حيث قال: “أحرص على أن تكون حقائبي دائماً جاهزة، لأن هذه هي طبيعة العمل في مجال التدريب”.
بدأ كونسيساو مشواره مع ميلان بشكل إيجابي، حيث تمكن من تجنب الهزيمة في أول أربع مباريات له، محققاً الفوز في ثلاث منها. ومع ذلك، تعرض الفريق لهزيمة قاسية أمام يوفنتوس بنتيجة 2-0 في منتصف يناير، مما أثار تساؤلات حول أداء الفريق واستعداده للمنافسات القادمة.
وفي حديثه عن مباراة نهائي كأس السوبر في الرياض، أشار كونسيساو إلى أهمية الطاقة الإيجابية والحماس في أداء اللاعبين، قائلاً: “يجب أن يلعب اللاعبون بشغف ورغبة، كما لو كانوا أطفالاً”. ورغم ذلك، أبدى قلقه من أن الفريق لا يزال بعيداً عن المستوى الذي يطمح إليه، مشدداً على ضرورة وجود فريق متماسك قادر على الضغط بشكل قوي وخلق فرص هجومية عديدة. وأكد أنه يدرك التحديات التي تواجهه، مشيراً إلى أنه كان على علم بذلك منذ بداية توليه المسؤولية.
قبل المباراة الأخيرة في مرحلة الدوري بدوري الأبطال، كان فريق ميلان في وضع جيد حيث احتل المركز السادس بعد تحقيقه خمسة انتصارات متتالية. ومع ذلك، جاءت الهزيمة المفاجئة أمام فريق زغرب لتقلب الأمور رأساً على عقب، حيث تراجع الفريق إلى المركز الثالث عشر في الترتيب. هذه النتيجة السلبية دفعت ميلان إلى المشاركة في الدور الفاصل، مما يعني أنه سيتعين عليه خوض مباراتين إضافيتين لتحديد مصيره في البطولة.
في إطار الدور الفاصل المؤهل إلى دور الـ16، سيواجه ميلان فريق فينورد في مباراتين ذهاباً وإياباً خلال شهر فبراير الحالي. هذه المواجهة ستكون حاسمة بالنسبة لميلان، الذي يسعى لاستعادة توازنه وتحقيق نتائج إيجابية بعد سلسلة من الأداء المتذبذب. المدرب كونسيساو أعرب عن أمله في عدم الحاجة إلى خوض هذه المرحلة، لكنه أكد على أهمية الإيجابية والطاقة في الفريق، مشيراً إلى ضرورة التحسن بعد الأداء المخيب في الشوط الأول من مباراة زغرب.
في سياق آخر، يستعد ميلان لمواجهة جاره إنتر في قمة ميلانو، حيث يدخل إنتر المباراة بمعنويات مرتفعة بعد انتصاره الكبير على موناكو بنتيجة 3-0 وتأهله المباشر إلى دور الـ16. هذه المباراة تعد اختباراً حقيقياً لميلان، الذي يحتاج إلى استعادة ثقته وتحقيق الفوز أمام منافس قوي يسعى بدوره لتعزيز موقعه في البطولة.
يحتل فريق إنتر ميلان، تحت قيادة المدرب سيموني إنزاغي، المركز الثاني في جدول الدوري الإيطالي، حيث يبتعد بفارق ثلاث نقاط عن المتصدر نابولي، مع العلم أنه خاض 21 مباراة فقط، مما يمنحه فرصة لتعزيز موقعه في الجولات القادمة. في المقابل، يأتي فريق ميلان في المركز السابع بنفس عدد المباريات، لكنه يعاني من فارق كبير يصل إلى 19 نقطة عن نابولي، مما يعكس التحديات التي يواجهها في المنافسة على اللقب.
وفي سياق التحضيرات لمواجهة إنتر، أشار المدرب كونسيساو إلى تجربته السابقة مع بورتو ضد الفريق الإيطالي، حيث أكد أن إنتر لم يتغير كثيراً منذ ذلك الحين. وأوضح أن اللاعبين في إنتر يعرفون بعضهم جيداً، مما يعد ميزة كبيرة لهم. وأكد كونسيساو على أهمية فهم ديناميكيات لعب إنتر واستغلال نقاط ضعفه لتحقيق نتيجة إيجابية في المباراة المقبلة.