أعرب كلاوديو رانييري، المدير الفني لنادي روما، عن أسفه لعدم قدرة فريقه على تعزيز صفوفه بشكل أكبر خلال فترة الانتقالات الأخيرة، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو فاتورة الأجور المرتفعة. وأوضح رانييري أنه كان يأمل في ضم المهاجم الفرنسي راندال كولو مواني، الذي انتقل في النهاية إلى يوفنتوس، مما يعكس التحديات التي تواجهها الأندية في سوق الانتقالات.
تولى رانييري قيادة روما كمدرب ثالث للفريق هذا الموسم، حيث تم تعيينه في نوفمبر بعد إقالة دانييلي دي روسي، الذي سبق أن أقال إيفان يوريتش. ومنذ توليه المسؤولية، تمكن الفريق من تحقيق نتائج إيجابية، حيث لم يتعرض للهزيمة في آخر سبع مباريات في الدوري، مما يعكس تحسن الأداء تحت قيادته.
قبل أن يتولى رانييري المهمة، كان قد أبدى قلقه بشأن مستوى الاستثمار في النادي منذ استحواذ مجموعة “فريدكين” عليه في عام 2020، برئاسة دان فريدكين. هذه التصريحات تعكس التحديات المالية التي تواجه الأندية الكبرى في إيطاليا، حيث يسعى المدربون إلى تعزيز فرقهم في ظل قيود الميزانية.
في مؤتمر صحافي عقده قبل المباراة المرتقبة ضد فينيسيا يوم الأحد، أعرب المدرب رانييري عن رأيه حول الوضع المالي لنادي روما، مشيراً إلى أن ما قاله عن عائلة فريدكين هو أمر دقيق. وأوضح أن العائلة استثمرت مبالغ ضخمة في النادي، حيث تجاوزت النفقات مليار يورو، مع خطط لإنفاق مليار آخر من أجل تطوير الاستاد. ورغم الانتقادات التي قد توجه إلى كيفية إنفاق هذه الأموال، إلا أن رانييري أكد على أهمية الاعتراف بأن هذه الاستثمارات قد تمت بالفعل.
وأكد رانييري على ضرورة الالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف، مشيراً إلى أن هذه القواعد لا تقتصر فقط على اللاعبين، بل تشمل أيضاً جميع الرواتب في النادي. وأوضح أن التحدي يكمن في ضرورة زيادة الإيرادات وتقليل النفقات، وهو ما يتطلب استراتيجية واضحة ومتكاملة. وأشار إلى أن تحقيق التوازن المالي هو أمر حيوي لضمان استدامة النادي في المستقبل.
يدرك رانييري تماماً ما يتطلبه الأمر لتحسين الوضع المالي لنادي روما، لكنه يعي أيضاً أن هذه العملية تحتاج إلى وقت وجهود متواصلة. وأكد أن التغييرات الجذرية لن تحدث بين ليلة وضحاها، بل تتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً مدروساً. في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقوداً على قدرة الإدارة الحالية على تحقيق الأهداف المالية المطلوبة لضمان مستقبل النادي.
أعرب المدرب رانييري عن أهمية السعي لتحقيق نتائج أفضل في المنافسات الأوروبية، مشيرًا إلى أن ذلك سيساهم في زيادة الإيرادات المالية للنادي. وأكد أن هناك العديد من العوامل التي يمكن تقييمها والتي قد تؤدي إلى تحقيق دخل إضافي. واستشهد بمقولة إنجليزية معروفة تعكس صعوبة بناء النجاح، حيث قال: “روما لم تُشيد في يوم واحد”، معبرًا عن أمله في أن يتمكن النادي من تحقيق أهدافه في فترة زمنية أقصر.
على الرغم من أن نادي روما تمكن من إبرام بعض الصفقات الجديدة خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير، إلا أنه لم يتمكن من التعاقد مع أسماء بارزة مثل كولو مواني، الذي انتقل إلى يوفنتوس على سبيل الإعارة من باريس سان جيرمان. هذا الأمر يعكس التحديات التي يواجهها النادي في السوق الانتقالية، حيث يسعى لتعزيز صفوفه بلاعبين ذوي مستوى عالٍ.
وأوضح رانييري أن النادي كان لديه رغبة قوية في ضم كولو مواني، لكنه أدرك أن ذلك لم يكن ممكنًا في النهاية. وأشار إلى أن الأندية الأخرى قادرة على شراء لاعبين بمبالغ تتراوح بين 30 و50 مليون يورو، لكن ذلك يتطلب أيضًا دفع رواتب مرتفعة. وأكد على ضرورة تقليل فاتورة الأجور لتحقيق الاستدامة المالية، داعيًا إلى منح الوقت للمالكين لتحقيق رؤيتهم للنادي.