كشفت دراسة جديدة من فنلندا أن الأمهات اللاتي يشعرن بالخوف من الولادة يميلن إلى الرضاعة الطبيعية لفترة أقصر من المتوسط، بغض النظر عن الطريقة التي تمت بها الولادة. وقد سلطت الدراسة الضوء على العوامل المرتبطة بالولادة التي قد تؤثر على نجاح الرضاعة الطبيعية خلال السنة الأولى من حياة الطفل.
قام فريق البحث من مستشفى جامعة كووبيو بتحليل تأثير الخوف من الولادة على الرضاعة الطبيعية، مشيرين إلى أن هذا الخوف قد يكون دليلاً على الحاجة إلى دعم أكبر في هذا المجال. وقد أظهرت النتائج أن الأمهات اللاتي يعانين من قلق بشأن الولادة قد يواجهن تحديات إضافية في الاستمرار في الرضاعة الطبيعية.
استندت الدراسة إلى بيانات 2521 امرأة أنجبن في مستشفى الجامعة، حيث تم جمع المعلومات من خلال استبيانات خلال فترة الحمل وبعد مرور عام على ولادة الطفل. وأظهرت النتائج وجود ارتباط واضح بين الخوف من الولادة ومدة الرضاعة الطبيعية، مما يبرز أهمية تقديم الدعم النفسي للأمهات في هذه المرحلة الحساسة.
أشارت مايا فاسانين، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أن الأمهات اللاتي يشعرن بالخوف من تجربة الولادة يميلن إلى تقصير فترة الرضاعة الطبيعية أو استخدام الحليب الاصطناعي، حيث كانت هذه الفترة أقصر بثلاث مرات مقارنةً بالمدة الموصى بها.
في فنلندا، يُنصح الأمهات بالرضاعة الطبيعية لمدة لا تقل عن ستة أشهر، مع التركيز على أهمية الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأربعة إلى الستة أشهر الأولى. هذه التوصيات تهدف إلى تعزيز صحة الأطفال وتوفير التغذية المثلى لهم في مراحلهم الأولى.
تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تكشف عن العلاقة بين الخوف من الولادة ونجاح الرضاعة الطبيعية. وقد أظهرت النتائج أن هذا الخوف يؤثر بشكل كبير على مدة الرضاعة، بغض النظر عن نوع الولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية، مما يسلط الضوء على أهمية الدعم النفسي للأمهات خلال فترة الحمل والولادة.