تشير الأبحاث الحديثة، وفقًا لمجلة Healthline المتخصصة في الصحة، إلى أن نسبة انتشار عدم انتظام الدورة الشهرية تتراوح بين 5% و35.6%، وذلك بناءً على عوامل متعددة تشمل العمر، المهنة، والموقع الجغرافي. تعكس هذه النسب تنوع التجارب التي تمر بها النساء عبر مختلف مراحل حياتهن، مما يستدعي اهتمامًا خاصًا من الأطباء والباحثين لفهم الأسباب والعوامل المؤثرة.
محتويات المقال
دورات طبيعية وعدم انتظامها
تعتبر فترتان من حياة المرأة طبيعيتين من حيث عدم انتظام الدورة الشهرية:
- فترة المراهقة عند بدء الدورة لأول مرة.
- فترة الانتقال إلى سن اليأس.
في العادة، تعاني معظم النساء اللواتي لم يصلن إلى سن اليأس من دورة شهرية تحدث تقريبًا كل 28 يومًا، إلا أن الدورة قد تتراوح بشكل طبيعي بين 21 و35 يومًا، مما يعكس الفروق الفردية بين النساء.
أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية بخلاف الحمل، ومن أبرزها الإجهاد. يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى اضطرابات هرمونية تؤثر سلبًا على روتين الحياة اليومية، وكذلك قد يؤثر على الوطاء، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن تنظيم الدورة الشهرية.
مع مرور الوقت، قد يتسبب الإجهاد في مشاكل صحية أخرى، مثل زيادة أو فقدان الوزن المفاجئ، مما ينعكس سلبًا على انتظام الدورة الشهرية.
فقدان الوزن السريع واضطرابات الأكل
فقدان الوزن بشكل سريع أو مفرط، كما يحدث في حالات اضطرابات الأكل، يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو حتى انقطاعها بشكل كامل. هذه التغيرات الهرمونية تحدث نتيجة لتقلبات الوزن الكبيرة، حيث يتأثر الجسم بشكل سلبي مما ينعكس على صحة الجهاز التناسلي.
تأثير السمنة
تعتبر زيادة الوزن عاملاً مؤثرًا آخر على الدورة الشهرية. حيث يمكن أن تؤدي السمنة إلى تغييرات هرمونية ملحوظة، مما يسبب إنتاج كميات مفرطة من هرمون الإستروجين. هذه الزيادة قد تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو حتى انقطاعها، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة وقدرة المرأة على الإنجاب.
متلازمة تكيس المبايض
تعتبر متلازمة تكيس المبايض من الاضطرابات الهرمونية الشائعة بين النساء، حيث تؤدي إلى زيادة إنتاج الجسم للأندروجينات، مما يسبب ظهور أكياس على المبايض. تؤثر هذه الحالة بشكل كبير على انتظام الدورة الشهرية، حيث قد تصبح الإباضة غير منتظمة أو تتوقف تمامًا، مما يسبب مشكلات في الخصوبة.
مقاومة الأنسولين
من المعروف أن متلازمة تكيس المبايض ترتبط أيضًا بمقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى عدم توازن هرمونات أخرى في الجسم. هذه الحالة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب. لذا، تركز العلاجات المتاحة على تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة، حيث قد يوصي الأطباء باستخدام أدوية مثل حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية.
قصور المبيض
بالنسبة لقضية قصور المبيض، فإنه يمثل تحديًا آخر للنساء، حيث يبدأ سن اليأس عادة بين 45 و55 عامًا. ومع ذلك، فإن ظهور الأعراض قبل سن الأربعين قد يشير إلى قصور المبيض الأولي أو انقطاع الطمث المبكر، وهو ما يحدث في حوالي 1% من النساء في هذه الفئة العمرية.
التوصيات
ينبغي للنساء اللواتي يعانين من انقطاع الدورة الشهرية أو أعراض مشابهة استشارة طبيبهن لمناقشة الفحوصات والعلاج المناسب. من خلال التوعية والمراقبة الدقيقة، يمكن تحسين صحة النساء وجودة حياتهن بعد فهم العوامل المؤثرة في انتظام الدورة الشهرية.