قدم فريق من الباحثين في مختبر إمبا طلباً للحصول على براءة اختراع من المختبرات الفيدرالية السويسرية لعلوم وتكنولوجيا المواد، وذلك لهيدروجيل مبتكر تم تصنيعه باستخدام جيلاتين السمك. يهدف هذا المشروع إلى تطوير نموذج للجلد الحي الذي يحاكي خصائص الجلد البشري، حيث يخطط الباحثون لتوفير هذا النموذج للعلماء الآخرين في المستقبل القريب.
وأكد الباحثون أن هذا الابتكار لا يقتصر على كونه نموذجاً حاسوبياً أو مصنوعاً من البلاستيك، بل يسعى الفريق إلى إنتاج “جلد اصطناعي” حي يحتوي على خلايا حية، مما يتيح له محاكاة التركيبة الطبقية والمتجعدة للجلد البشري بشكل دقيق. هذا التطور يمثل خطوة هامة نحو تحقيق تقدم في مجالات الطب والتكنولوجيا الحيوية.
وفقاً لتقرير نشرته “مديكال إكسبريس”، أشار الباحثون إلى أنهم اكتشفوا أن الطبيعة تقدم حلاً أكثر بساطة وأناقة لمحاكاة الجلد البشري. وقد أظهرت الأبحاث أن الجيلاتين المستخرج من أسماك المياه الباردة، مثل سمك القد والبولوك والحدوق، يمكن تحويله إلى هيدروجيل غير مُنتفِخ من خلال خطوات بسيطة، مما يتيح استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج جلد اصطناعي فعال.
أشار فريق البحث إلى أن النموذج الجلدي الذي تم تطويره لا يقتصر فقط على تضمين طبقتي الأدمة والبشرة، بل يمتد ليشمل أيضاً الغشاء القاعدي الذي يربط بين هاتين الطبقتين. هذا الابتكار يعكس التقدم في فهم التركيب الجلدي، حيث يسعى الباحثون إلى تحقيق نموذج أكثر دقة وشمولية يعكس الخصائص الطبيعية للجلد البشري.
من خلال استخدام هيدروجيلات مصنوعة من جيلاتين أسماك المياه الباردة، بالإضافة إلى تقنية الغزل الكهربائي لمعالجة البوليمر، يقترب الفريق من تحقيق هذا الهدف الطموح. هذا الهيدروجيل لا يقتصر على كونه مادة بحثية فحسب، بل يمكن استخدامه أيضاً كضمادة علاجية فعالة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال الطب دون الحاجة إلى إضافة خلايا حية.
يتميز هذا الابتكار بكونه متوافقاً بيولوجياً مع خلايا الجلد البشري، مما يجعله خياراً آمناً للاستخدام. كما أن جيلاتين الأسماك، كونه بعيداً تطورياً عن البشر، يقلل من ردود الفعل المناعية ويقلل من مخاطر انتقال الأمراض مقارنة بالمواد المماثلة المستخرجة من الثدييات. يجري حالياً استكشاف استخدام جلد الأسماك كأداة فعالة في عمليات التئام الجروح، حيث يمكن تصميم الهيدروجيل بدقة لتلبية احتياجات المرضى، بما في ذلك إمكانية دمج الأدوية فيه.