أكد المدير الفني لمنتخب ألمانيا لكرة القدم، يوليان ناغلسمان، أن التنوع في التشكيلة يعد العنصر الأساسي الذي يحتاجه الفريق ليتمكن من استعادة قوته كمنافس على الألقاب الدولية الكبرى. وأوضح ناغلسمان في حديثه مع صحيفة «ريداكشنز نيتزفيرك دويتشلاند» الألمانية، يوم الجمعة، أن تحقيق هذا التنوع على مستوى المنتخبات يتطلب وقتاً أطول مقارنةً بما يحدث في الأندية.
بعد سنوات من التراجع والانتكاسات التي شهدها المنتخب الألماني، بما في ذلك الخروج المبكر من مرحلة المجموعات في كأس العالم 2018 و2022، يسعى ناغلسمان، الذي كان يشغل منصب المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ، إلى إعادة الروح والحماس إلى منتخب “الماكينات”. يهدف ناغلسمان إلى استعادة مكانة الفريق في الساحة الدولية، حيث يسعى لتحقيق النجاح والفوز بألقابه الأولى منذ كأس القارات في عام 2017.
يركز ناغلسمان على بناء فريق متنوع وقوي، حيث يعتبر أن هذا التنوع هو المفتاح لاستعادة الهيبة المفقودة للمنتخب الألماني. ومع التحديات التي واجهها الفريق في السنوات الأخيرة، يأمل ناغلسمان أن يتمكن من تشكيل مجموعة متكاملة من اللاعبين القادرين على المنافسة بجدية في البطولات القادمة، مما يعيد الأمل لعشاق كرة القدم الألمانية في رؤية منتخبهم يتألق مجدداً على الساحة الدولية.
أعرب ناغلسمان عن تفاؤله بشأن عودة المنتخب إلى وضعه الطبيعي، حيث قال: “نحن الآن نبدأ تدريجياً في استعادة الصورة التي تجعل المنتخبات الأخرى تعتبرنا مرشحين للفوز”.
وأشار إلى أهمية التنوع في الفريق، موضحاً أن تحقيق هذا التنوع يتطلب وقتاً أطول مقارنة بما يحدث في الأندية. وأكد ناغلسمان أنه لا يمكنه التأثير على هذا الجانب بنفس القدر الذي يؤثر به في عمله اليومي كمدرب للنادي، لكنه أشار إلى أن هناك “أموراً جوهرية” تم إدخالها في الفريق، مما ساهم في قراره بتجديد عقده مع المنتخب الوطني.
في سياق متصل، شدد ناغلسمان على أهمية العمل الجماعي والتعاون بين اللاعبين، معتبراً أن هذه العناصر هي التي ستساعد المنتخب على تحقيق النجاح في المنافسات المقبلة.
أشار ناغلسمان إلى أنه إذا كان دوره يقتصر فقط على خلق أجواء إيجابية داخل الفريق وتحسين مزاج اللاعبين، فلن يكون ذلك كافياً بالنسبة له. فهو يسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة تعكس قوة الفريق وتطلعاته.
يستعد ناغلسمان الآن للأدوار النهائية من بطولة دوري أمم أوروبا، التي ستقام في ألمانيا خلال شهر يونيو المقبل، حيث سيواجه فريقه المنتخب البرتغالي في نصف النهائي. وفي حال تمكن الفريق من التأهل إلى المباراة النهائية، سيلتقي مع الفائز من المواجهة الأخرى بين إسبانيا، بطلة أوروبا، وفرنسا، مما يزيد من حدة التنافس والإثارة في البطولة.
دائماً ما يؤكد ناغلسمان أن الفوز بلقب دوري أمم أوروبا سيكون له تأثير كبير على معنويات الفريق، حيث سيشكل دفعة قوية قبل انطلاق كأس العالم العام المقبل، مما يعكس أهمية هذه البطولة في إعداد الفريق وتحقيق أهدافه المستقبلية.
أعرب المدرب الألماني عن تفاؤله بشأن قدرة فريقه على تقديم أداء مميز في نصف نهائي البطولة أمام البرتغال، مشيراً إلى أهمية استمرار جميع اللاعبين في اللعب بانتظام مع أنديتهم لتحقيق هذا الهدف. وأكد أن الفوز بالنهائي هو أمل مشروع إذا استمر هذا المستوى من الأداء.
كما أبدى ناغلسمان حماسه الكبير لمواجهة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مشيداً بلياقته البدنية المذهلة وقوته رغم بلوغه الأربعين من عمره. وأكد أن مثل هذه المواجهات تضيف طابعاً خاصاً للبطولة، حيث يتطلع الجميع لرؤية الأساطير في الملعب.
في ختام حديثه، وصف ناغلسمان رونالدو بأنه لاعب مثير للإعجاب، مشيراً إلى مسيرته الرائعة التي جعلته واحداً من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم. وأعرب عن أمله في أن لا يتمكن رونالدو من استعادة مهاراته في تنفيذ الركلات الحرة خلال المباراة، مما يعكس التحدي الكبير الذي ينتظر فريقه.