يواجه ريال مدريد الإسباني تحديات كبيرة في الدفاع رغم قوته الهجومية، حيث يسعى أرسنال الإنجليزي لاستغلال هذه الثغرات عندما يلتقي الفريقان يوم الثلاثاء في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. يعتبر هذا اللقاء فرصة لأرسنال للضغط على دفاعات النادي الملكي التي أظهرت ضعفاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.
لم يتمكن مهاجمو ريال مدريد من تعويض العيوب الدفاعية التي يعاني منها الفريق، كما تجلى ذلك في الهزيمة الأخيرة أمام فالنسيا بنتيجة 1-2 في الدوري الإسباني. هذه الخسارة لم تؤثر فقط على معنويات الفريق، بل أدت أيضاً إلى اتساع الفارق مع برشلونة المتصدر إلى أربع نقاط، مما يزيد من الضغوط على المدرب واللاعبين.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الهزيمة كانت العاشرة لريال مدريد في جميع المسابقات هذا الموسم، وهو رقم مقلق مقارنة بالموسم الماضي الذي شهد هزيمتين فقط، مما ساهم في تتويجه بلقب الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا. يتطلع الفريق إلى استعادة توازنه وتحسين أدائه الدفاعي قبل مواجهة أرسنال الحاسمة.
يربط المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعض التحديات التي يواجهها ريال مدريد بقدوم كيليان مبابي من باريس سان جرمان، حيث اعتبر أن هذا الانتقال قد أضاف قوة هجومية جديدة للفريق، مما أثر على التوازن الدفاعي في الخلف. يعتبر مبابي إضافة نوعية تعزز من فعالية الهجوم، مما يتيح للفريق استغلال الفرص بشكل أفضل.
في الموسم الماضي، كان البرازيليان فينيسيوس جونيور ورودريغو والإنجليزي جود بيلينغهام يمثلون العمود الفقري لفريق ريال مدريد، الذي حقق اللقب الأوروبي للمرة الخامسة عشرة. ومع انضمام مبابي إلى هذه المجموعة، أصبح الفريق يمتلك رباعياً هجومياً قوياً يمكنه أن يحدث فارقاً كبيراً في المباريات، مما يزيد من آمال الجماهير في تحقيق المزيد من الألقاب.
من جهة أخرى، فقد ريال مدريد أحد أبرز نجومه في خط الوسط، الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله الصيف الماضي. هذا الغياب أثر بشكل ملحوظ على قوة الفريق في وسط الملعب، حيث كان كروس يمثل عنصرًا حيويًا في تنظيم اللعب ودقة التمريرات، مما جعل الفريق بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياته لتعويض هذا الفقد.
أكد أنشيلوتي أن الفريق شهد تحسناً ملحوظاً في الأداء الهجومي هذا الموسم بفضل انضمام مبابي، الذي تمكن من تسجيل 33 هدفاً. ومع ذلك، أشار إلى أن هناك تحديات أكبر في الجانب الدفاعي، مما يستدعي تحسين الأداء في هذا المجال.
وأضاف أنشيلوتي أنه في بعض الأحيان يتعين على الفريق اتخاذ قرارات صعبة، حيث يتطلب الأمر التفكير في كيفية تحقيق فعالية أكبر في الهجوم مع ضرورة تعزيز العمل الجماعي في الدفاع. وأكد على أهمية التوازن بين الجانبين لتحقيق النجاح المطلوب.
محتويات المقال
غياب تشواميني
تتعقد الأوضاع أكثر بالنسبة لفريق العاصمة الإسبانية، حيث سيفتقد لاعب الوسط الدفاعي الفرنسي أوريليان تشواميني في المباراة المرتقبة على ملعب الإمارات نتيجة للإيقاف. هذا الغياب يأتي في وقت حساس، حيث يعاني الفريق من نقص في الصفوف.
بالإضافة إلى ذلك، يغيب الحارسان البلجيكي تيبو كورتوا والأوكراني أندري لونين بسبب مشاكل بدنية، مما يتيح الفرصة للاعب الشاب فران غونساليس (19 عاماً) للظهور لأول مرة في مواجهة فالنسيا. ورغم ذلك، هناك أمل في أن يتمكن كورتوا ولونين من العودة إلى التدريبات قبل المباراة التي ستقام يوم الثلاثاء.
عقب الخسارة أمام فالنسيا، أوضح المدرب كارلو أنشيلوتي أنه متفائل بشأن إمكانية استعادة اللاعبين المصابين، حيث قال: “أعتقد أنه بمقدورنا استعادتهما”. هذا التصريح يعكس إيمان المدرب بقدرة الفريق على التعافي وتحقيق نتائج إيجابية في المباريات القادمة.
علق المدرب المعروف بـ«ميستر» على الهدف الذي سجله هوغو دورو في الدقيقة 95، مشيراً إلى أن الفرق المنافسة لا تحتاج إلى بذل جهد كبير لتسجيل الأهداف في مرمى فريقه. هذه التصريحات تعكس قلقه من ضعف الدفاع الذي يعاني منه الفريق في الآونة الأخيرة.
جاءت هذه الخسارة بعد أربعة أيام فقط من تلقي ريال مدريد أربعة أهداف على ملعبه أمام ريال سوسييداد في كأس إسبانيا، رغم أن الفريق تمكن من التأهل بعد حسم المواجهة بمجموع 5-4. هذه النتائج تثير تساؤلات حول أداء الفريق واستعداده في المنافسات القادمة.
انهيار دفاعي
استقبل فريق “ميرينغي” 31 هدفاً في الدوري هذا الموسم، مما يمثل زيادة بخمسة أهداف مقارنةً بما تلقاه خلال كامل المسابقة في موسم 2023-2024. هذه الأرقام تعكس تراجعاً ملحوظاً في الأداء الدفاعي للفريق، مما يثير القلق بين جماهيره.
في سياق آخر، تعرض ريال مدريد للهزيمة أمام أندية بارزة مثل ليفربول الإنجليزي، ميلان الإيطالي، وليل الفرنسي خلال دور المجموعات في البطولة القارية المرموقة. نتيجة لذلك، اضطر الفريق لخوض مباراة الملحق، حيث تمكن من التفوق على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة 6-3 في مجموع المباراتين، مما أعاد له بعض الأمل في المنافسة.
هذه المواجهة مع مانشستر سيتي سلطت الضوء على الاستراتيجية الجديدة التي يعتمدها بطل إسبانيا، حيث أظهر كيليان مبابي تألقاً لافتاً بتسجيله أربعة أهداف في مرمى الفريق الإنجليزي. ومع ذلك، يبقى التحدي قائماً، حيث أن الفرق الأكثر قوة قد تستغل نقاط الضعف الدفاعية التي يعاني منها “ميرينغي” في المباريات القادمة.
على الجانب الآخر، لم يتعرض فريق “لوس بلانكوس” لأي هزيمة خلال مسيرته نحو نهائي ويمبلي في البطولة القارية في الموسم الماضي.
ومع ذلك، تفاقمت مشاكل ريال مدريد هذا الموسم بسبب غياب اللاعبين المخضرمين مثل داني كارفاخال والبرازيلي إيدر ميليتاو، بينما عاد النمساوي دافيد ألابا أخيرًا، لكنه لا يزال بعيدًا عن مستواه المعروف.
الجدير بالذكر أن ريال مدريد لم يقم بأي تعاقدات لتعزيز خط الدفاع خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، على الرغم من أن هذا هو القطاع الذي يحتاج إلى تحسين واضح.
الاعتماد على راوول أسنسيو
قرر أنشيلوتي توجيه اهتمامه نحو الاعتماد على اللاعب الشاب راوول أسنسيو، الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، رغم أنه لم يثبت نفسه بشكل كامل في التشكيلة الأساسية. في الوقت نفسه، يُعهد إلى المدافع الألماني أنتونيو روديغر مسؤولية الدفاع عن الفريق، حيث يُتوقع منه أن يتحمل عبء هذه المهمة بشكل مستمر.
تعرض روديغر، إلى جانب النجم كيليان مبابي، لعقوبة الإيقاف لمباراة واحدة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، ولكن تم تعليق تنفيذ العقوبة، مما يتيح لهما فرصة المشاركة في المباراة المقبلة أمام أرسنال. جاء ذلك بعد الاحتفالات التي اعتُبرت “استفزازية” التي قام بها اللاعبان على ملعب ميتروبوليتانو بعد خروج أتلتيكو مدريد من البطولة في دور الـ16.
يتحمل أنشيلوتي جزءًا من المسؤولية بسبب عدم قدرته على توصيل التعليمات المطلوبة لمهاجميه، حيث أشار المدرب الإيطالي في أكتوبر إلى أن “الأفضل لمبابي هو تسجيل الأهداف بدلاً من الضغط على الخصم”. وفي مناسبات أخرى، طالب أنشيلوتي بمزيد من الجهد من اللاعب الفرنسي الدولي وفينيسيوس، مما يعكس توقعاته العالية من اللاعبين في الخط الأمامي.
يأمل أنشيلوتي أن يتمكن مبابي وزملاؤه من تحقيق المزيد من الأهداف بدلاً من تلقيها، حيث يسعى جاهدًا لتحقيق التوازن المطلوب بين الأداء الهجومي والدفاعي. هذا التحدي يتطلب منه العمل المستمر على تحسين أداء الفريق ككل، مما يعكس التزامه بتطوير استراتيجية فعالة تضمن النجاح في المباريات القادمة.