تقدم التوجيهات الجديدة من قبل منظمة الصحة العالمية توصيةً بإمكانية اعتماد الأطفال الذين يرضعون الحليب الصناعي على حليب الأبقار بدءًا من الشهر السادس من عمرهم، ولكن هناك إرشادات صادرة عن مؤسسات صحية أخرى تنص على أنه من الأفضل تأخير هذا التحول حتى يبلغ الأطفال العام الأول من عمرهم.
حسبما ذكر “مديكال إكسبريس”، قامت منظمة الصحة العالمية بتحديث توصياتها الغذائية العالمية للرضع والأطفال الصغار دون عمر السنتين في العام المنصرم.
تضمن الاقتراح أنه يمكن للأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم جزئياً أو كلياً على حليب صناعي استبداله بحليب حيواني غير مقلل الدسم (مثلاً، حليب الأبقار الغير منزوع الدسم) بدءًا من عمر 6 أشهر.
ومع ذلك، في هذه الظروف، توصي التوجيهات بتقديم الأغذية الصلبة التي تحتوي على الحديد بشكلٍ يومي للأطفال بدءاً من سن الستة أشهر.
السبب يعود إلى أن الدراسة الاستقصائية التي استُخدمت كأساس للتوجيهات الحديثة لم تُظهر أية اختلافات في تطور الأطفال الذين تناولوا حليب الأبقار غير المنزوع الدهن، ما عدا ظهور حالات فقر الدم الناجمة عن النقص في الحديد.
عنصر الحديد
الحديد هو عنصر ضروري في التغذية، وهو يعتبر بالغ الأهمية للأطفال خصوصاً لأنه يلعب دوراً محورياً في عملية النمو وتطوير وظائف الدماغ.
غالباً ما تتراكم في جسم الطفل كميات مناسبة من عنصر الحديد في الأسابيع الأخيرة من فترة الحمل، وهي تكفي لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد الولادة.
على الرغم من ذلك، في حال وُلد الأطفال قبل الموعد المحدد، أو تمت عملية قطع الحبل السري بشكل سريع جدًا أو إذا كانت الأمهات يعانين من فقر الدم خلال فترة الحمل، من المحتمل أن تقل كميات الحديد المخزنة لديهم.
حليب الأبقار ليس غنياً بالحديد. أغلب تركيبات أغذية الرضع تتكون من حليب الأبقار ويتم أيضاً إضافة الحديد لهذه التركيبات.
يحتوي لبن الأم على كميات قليلة من الحديد، إلا أنه يتميز بقدرة أجسام الرضع على امتصاص الحديد منه بصورة أفضل بكثير مقارنة بالحديد المتواجد في لبن البقر.
إذاً، تشدد التوجيهات الجديدة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية على ضرورة تقديم الأغذية الصلبة التي تحتوي على الحديد للصغار، بدءًا من هذه المرحلة العمرية. وتتضمن هذه الأصناف من الأطعمة اللحوم والبيض والعدس.