فسر الطبيب بافان دوبل، الذي يعمل كاستشاري مبتدئ في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى PD Hinduja وMRC Mahim، مرض التهاب الأمعاء (IBD) على أنه عبارة عن اضطراب التهابي مستمر في الجهاز الهضمي، ويضم نوعين أساسيين؛ وهما مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
يذكر الدكتور بافان أنه من الشائع استخدام المنظار التشخيصي وتقنيات التصوير والفحص النسيجي للمساعدة في تحديد مرض التهاب الأمعاء (IBD) في العيادات الطبية. لكن، وفقاً لدراسة حديثة، يبدو أن هنالك فجوة واضحة بين بداية العوارض ووقت التوصل إلى تشخيص دقيق باستخدام وسائل مثل التنظير والأخذ النسيجي كما أشار إليه موقع “onlymyhealth” المعني بالصحة.
فحصت الدراسة التي نشرت في مجلة “PLOS Medicine” الحالة الصحية على المدى الطويل للأفراد الذين أجروا عملية استخراج عينة نسيجية باستخدام المنظار خلال التقييم الطبي للجهاز الهضمي.
تشمل خزعة الأنسجة استخراج نماذج من الأنسجة أو الخلايا من الجسد لإخضاعها للتحليل الطبي في المعمل بهدف رصد أية اختلالات محتملة.
قام الباحثون بمتابعة أفراد في السويد لمدة تمتد حتى ثلاثين عاماً بعد إجراء خزعة التشخيص الطبي، وتوصلوا إلى أنه من الممكن أن يكون هناك “فترة طويلة من الأعراض” قبل التوصل إلى تشخيص مؤكد لمرض التهاب الأمعاء. هذا يشير إلى أن بعض الأشخاص قد يعانون من أعراض المرض لسنوات قبل أن يتم تحديده بشكل قاطع عن طريق اختبارات كالخزعة.
أوضحت الدراسة كذلك أن الأفراد الذين يعانون من عوارض مشابهة لأعراض التهاب الأمعاء، ولكن النتائج تبين أن تنظيرهم الطبي سليم، ما زالوا يواجهون خطرًا مرتفعًا بإصابتهم بالتهاب الأمعاء خلال الثلاثين سنة التالية.
لتقديم المزيد من الفهم، أوضح الدكتور جيانغوي صُن، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأوبئة الطبي والإحصاء الحيوي بمعهد كارولينسكا في السويد، والكاتب الأساسي للبحث، أن على الأطباء أن يكونوا على وعي بأن المرضى الذين يشكون من أعراض هضمية تستوجب الخضوع لتنظير داخلي يكونون في حالة دقيقة، وأن خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية المعوية يزداد في المستقبل، حتى إذا كانت نتائج التنظير طبيعية.
محتويات المقال
ما أعراض مرض التهاب الامعاء؟
وفقاً للدكتور دوبل (الذي لم يشارك في الدراسة)، مع الزيادة في معدلات الإصابة بالتهاب الأمعاء حول العالم، فإن هذه الحالة تشكل تحديات كبيرة لكل من أنظمة الرعاية الصحية والأشخاص المصابين. يؤكد الدكتور أن التحديد السريع للأعراض، والتشخيص الدقيق، والإدارة الناجعة للمرض، تلعب دوراً حاسماً في تحسن الحالات الصحية وفي تعزيز جودة الحياة للمصابين بهذه الحالة المعقدة.
اعراض التهاب الامعاء والقولون الشائعة
تشمل بعض الأعراض الشائعة:
آلام متواصلة في البطن، وثمة احتمال كبير أن تتركز في الجزء الأدنى.
- إسهال
-
دم في البراز
-
التعب والضعف المستمر
الحرارة الخفيفة، لا سيما في وقت انتشار العدوى.
مرض التهاب المفاصل، الذي يبرز من خلال أعراض الألم في المفاصل والجمود والانتفاخ بها.
- الطفح الجلدي أو القروح أو الآفات
-
ينتج فقر الدم نتيجة لعدم وجود الحديد الكافي نظرًا لفقدان الدم المستمر وضعف كفاءة الجسم في امتصاص المغذيات الأساسية.
علاج التهاب القولون
يشير الدكتور دوبل إلى أن تحديد وجود مرض التهاب الأمعاء يتطلب عملية تقييم متدرجة. حيث يبدأ الأطباء أولاً بمناقشة السجل الصحي والأعراض التي يعاني منها المريض، ثم يجرون فحصًا بدنيًا للكشف عن أي علامات التهاب أو ألم. يمكن أن يلي ذلك إجراء سلسلة من الاختبارات التشخيصية والتي تشمل أدوات مثل تنظير القولون أو التنظير السيني للنظر مباشرة داخل القولون. بالإضافة إلى ذلك، قد تستخدم تقنيات التصوير كالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص الجهاز الهضمي بأكمله. وأيضاً، تعد اختبارات الدم جزءًا لا يتجزأ من العملية البحثية بهدف الكشف عن أي دلائل طبية تظهر وجود الالتهاب، فقر الدم، وأي عوامل أخرى ذات صلة.
تشتمل خطة علاج مرض التهاب الأمعاء الأولية على استخدام العقاقير الطبية والتي تشمل مضادات الالتهاب كالستيرويدات القشرية والأدوية المعروفة بالأمينوساليسيليك.
قد يلجأ الأطباء كذلك إلى استعمال وسائل تهيئة المناعة أو العلاجات الحيوية بهدف استهداف الجهاز المناعي وخفض مستوى الالتهاب.
الأدوية المضادة للبكتيريا قادرة على التصدي للمشاكل الناجمة عن الجراثيم، في حين أن أنواع أخرى من العقاقير تتولى علاج الأعراض كالألم واضطرابات المعدة.
يستنتج الدكتور دوبل بأنه في الحالات الصحية الحرجة أو عند حدوث مضاعفات كالإنسدادات أو تشكل النواسير أو النزيف الشديد، قد يصبح التدخل الجراحي ملحًا لاستئصال الأقسام المصابة من الأمعاء أو لتسهيل العبور في حالات الانسداد.