في إطار التقدم العلمي، أفادت دراسة حديثة تم الكشف عنها في المؤتمر الأوروبي للسمنة في إسبانيا بوجود علاقة قوية بين الإصابة الجديدة بمرض السكري من النوع الثاني وزيادة خطر التعرض لمجموعة من السرطان المرتبط بالسمنة، مثل سرطان الكبد والبنكرياس.
محتويات المقال
تفاصيل الدراسة وأبرز نتائجها
أُجريت هذه الدراسة من قِبل فرق بحثية تتكون من جامعة مانشستر والمعهد الوطني لأبحاث الصحة بالتعاون مع مركز مانشستر للأبحاث الطبية الحيوية.
وخلال الدراسة، تم تحليل البيانات الصحية لـ 95,000 شخص، بما في ذلك 23,750 مصابًا حديثًا بالسكري من النوع الثاني، حيث تم مقارنتهم بمجموعة تضم 71,123 شخصًا غير مصاب بالسكري، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر، الجنس، ومؤشر كتلة الجسم BMI.
استمرت الدراسة لفترة خمس سنوات لمتابعة حالات الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة، والتي شملت:
| نوع السرطان |
|---|
| سرطان الكبد |
| سرطان البنكرياس |
| سرطان الأمعاء |
| سرطان الثدي (بعد انقطاع الطمث) |
| سرطان الكلى |
| سرطان المعدة |
| سرطان المرارة |
| سرطان الغدة الدرقية |
| سرطان المبيض |
| الورم النقوي المتعدد |
وقد أظهرت النتائج تسجيل 2,431 حالة سرطان بين مرضى السكري، مقابل 5,184 إصابة في المجموعة غير المصابة، مما يشير بوضوح إلى ارتفاع معدل الخطر بين المصابين حديثًا بالسكري.
أرقام مقلقة: السكري قد يضاعف خطر الإصابة بالسرطان
أوضحت الدراسة عددًا من النقاط المثيرة للقلق:
- الرجال المصابون حديثًا بالسكري معرضون لخطر الإصابة بسرطانات مرتبطة بالسمنة بنسبة 48% أعلى من غير المصابين.
- النساء المصابات حديثًا بالسكري يواجهن خطرًا أعلى بنسبة 24% لنفس السرطانات.
- سرطان الكبد هو الأخطر حيث يزداد خطر الإصابة به 4 مرات لدى الرجال، ويصل إلى 5 أضعاف لدى النساء المصابات حديثًا بالسكري.
هل هناك علاقة بين السكري والسرطان خارج نطاق السمنة؟
أكد الباحثون أن العلاقة بين السكري من النوع الثاني وزيادة خطر الإصابة بالسرطان ليست ببساطة نتيجة لسمنة الجسم، مما يشير إلى وجود آليات بيولوجية معقدة تلعب دورًا في هذا الارتباط.
حاليًا، يجري العلماء المزيد من التحقيقات لفهم تأثير الهرمونات، توزيع الدهون في الجسم، والجينات، بالإضافة إلى عوامل مثل التدخين، استهلاك الكحول، ونمط الحياة.
توصيات الباحثين ودعوات لإجراء المزيد من الدراسات
بالرغم من أن النتائج تسلط الضوء على أهمية مراقبة مرضى السكري وتوعيتهم بالمخاطر المحتملة، فقد أكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآليات البيولوجية التي تفسر هذا الرابط المعقد بين السكري والسرطان.
تفتح هذه الدراسة المجال لمزيد من البحوث حول تأثير السكري على الصحة العامة، وخاصة فيما يتعلق بالسرطان. كما تؤكد أهمية اتباع نمط حياة صحي، والتحكم في مستويات السكر، والوقاية من السمنة للحد من المخاطر المحتملة.