يُعتبر الاستيقاظ المتكرر خلال الليل للتبول من أكثر الأسباب شيوعاً لاضطرابات النوم، خاصة بين كبار السن.
رغم أن المتخصصين يرون أن الاستيقاظ ليلاً للتبول هو أمر طبيعي وغير مقلق، إلا أنه قد يكون دليلاً على وجود مشكلات صحية أكثر خطورة، خصوصاً إذا تجاوزت عدد مرات الاستيقاظ في الليلة الواحدة مرتين.
في هذا الإطار، ناقش الدكتور جامين براهمبات، أخصائي المسالك البولية في “أورلاندو هيلث”، مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى استيقاظ الأفراد عدة مرات خلال الليل للتبول.
محتويات المقال
المشروبات والاطعمة
يشير براهمبات إلى أن العادات الغذائية والمشروبات التي يتم تناولها في المساء قد تؤثر سلباً على جودة النوم. فالمشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الحاجة للتبول خلال الليل، مما يسبب الاستيقاظ المتكرر. كما أن بعض أنواع شاي الأعشاب، مثل البابونغ، قد تكون لها تأثيرات مشابهة، حيث تعمل كمدرّات للبول.
لا تقتصر المشكلة على المشروبات فقط، بل تشمل أيضاً الأطعمة التي يتم تناولها في المساء. فالأطعمة الغنية بالماء، مثل الفواكه والخضروات، تلعب دوراً مهماً في زيادة كمية السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى الحاجة للتبول بشكل متكرر أثناء الليل. يوضح براهمبات أن تناول الفواكه مثل البطيخ والبرتقال، والخضروات مثل الخيار والكرفس، يمكن أن يزيد من هذا التأثير، مما يسبب إزعاجاً أثناء النوم.
لتفادي هذه المشكلة، ينصح براهمبات بتجنب تناول السوائل قبل ساعتين من موعد النوم، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالماء في المساء. كما أن تناول الحساء أو الوجبات التي تحتوي على المرق في وقت متأخر قد يزيد من الضغط على المثانة، مما يؤثر سلباً على راحة النوم. من خلال اتباع هذه النصائح، يمكن تحسين جودة النوم وتقليل الاستيقاظ المتكرر ليلاً.
الهرمونات
مع تقدم العمر، يحدث انخفاض طبيعي في إنتاج الجسم للهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، الذي يلعب دورًا حيويًا في تنظيم احتفاظ الكلى بالماء خلال ساعات الليل. هذا الانخفاض في مستويات الهرمون يؤدي إلى زيادة إنتاج البول أثناء النوم، مما يسبب الاستيقاظ المتكرر للتبول، وهو ما يُعتبر مشكلة شائعة بين كبار السن.
بالنسبة للنساء، تلعب التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث دورًا مهمًا في زيادة الحاجة للتبول الليلي. حيث أن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين يمكن أن يؤثر سلبًا على سعة المثانة ويضعف عضلات قاع الحوض، مما يؤدي إلى شعور أكبر بالحاجة الملحة للتبول أثناء الليل، وهو ما قد يؤثر على جودة النوم.
من جهة أخرى، يعاني الرجال من تأثيرات هرمونية تتعلق بغدة البروستاتا. فالتغيرات المرتبطة بالعمر في مستويات هرمون التستوستيرون وثنائي هيدروتستوستيرون (DHT) تؤدي إلى تضخم البروستاتا الحميد (BPH)، الذي يضغط على المثانة والإحليل. هذا الضغط يمكن أن يمنع الإفراغ الكامل للمثانة، مما يزيد من الحاجة للتبول المتكرر، خاصة في ساعات الليل، مما يسبب إزعاجًا كبيرًا للرجال في هذه المرحلة من حياتهم.
الامراض
يشير براهمبات إلى أن التبول المتكرر خلال الليل قد يكون علامة على وجود مشاكل صحية غير ظاهرة. حيث يمكن أن تؤدي التغيرات في ضغط الدم أثناء الليل إلى زيادة إنتاج البول، مما يسبب اضطرابات في النوم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون داء السكري عاملاً مساهماً، حيث يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إفراز الجسم للغلوكوز الزائد من خلال البول، مما يزيد من عدد مرات التبول.
كما أشار براهمبات إلى أن انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA) قد يكون له تأثير كبير على التبول الليلي. حيث أن هذا الاضطراب في أنماط التنفس يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج البول، مما يساهم في تفاقم المشكلة.
من المهم أن يتم التعرف على هذه الأعراض واستشارة الأطباء المختصين لتحديد الأسباب الكامنة وراءها، حيث يمكن أن تكون هذه المشكلات الصحية بحاجة إلى تقييم وعلاج مناسب لتحسين جودة النوم والصحة العامة.
الادوية
بعض الأدوية، وخاصة مدرات البول التي تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب، قد تؤدي إلى زيادة ملحوظة في التبول أثناء الليل.
يشير براهمبات إلى أنه رغم الفوائد التي تقدمها هذه الأدوية في التحكم في ضغط الدم، إلا أنها قد تؤدي إلى اضطرابات في النوم إذا تم تناولها في وقت متأخر من اليوم.
كما أضاف أن هناك أدوية أخرى يمكن أن تؤثر سلباً على وظيفة المثانة أو توازن السوائل في الجسم، مما يزيد من مشكلة التبول الليلي بشكل غير مقصود، مثل مضادات الاكتئاب، والمهدئات، ومرخيات العضلات، وأدوية السكري، وحاصرات قنوات الكالسيوم.