على الرغم من توفر خيارات علاجية متعددة لألم بطانة الرحم، مثل الأدوية والجراحة، إلا أن هذه الحلول لا تناسب جميع النساء. تعاني نسبة كبيرة منهن من أعراض مستمرة حتى بعد إجراء العمليات الجراحية. لذلك، اتجهت العديد من الدراسات إلى استكشاف استراتيجيات غذائية يمكن أن تستخدمها النساء كعلاج تكميلي للتخفيف من هذه الحالة المؤلمة.
تُعتبر حالة التهاب بطانة الرحم من الحالات الشائعة، حيث تصيب حوالي 10% من النساء في سن الإنجاب. تتميز هذه الحالة بنمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، مما يؤدي إلى التهاب مزمن. وفقاً لموقع “مديكال إكسبريس”، فإن التهاب بطانة الرحم يمكن أن يتسبب في مجموعة من الأعراض المزعجة، مثل الألم المزمن، الانتفاخ، اضطرابات في وظائف الأمعاء والمثانة، بالإضافة إلى الألم أثناء الجماع والعقم، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية للنساء المصابات.
في دراسة أجراها باحثون من جامعة إدنبرة، تم إجراء استطلاع لتقييم تأثير التغييرات الغذائية على تخفيف آلام التهاب بطانة الرحم. أظهرت النتائج أن تقليل استهلاك منتجات الألبان، الغلوتين، الكافيين، والكحول قد يسهم في تخفيف الألم. شاركت في الاستطلاع 2388 امرأة مصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، حيث قامت حوالي 84% منهن بإجراء تغييرات غذائية، وأفادت 67% منهن بتحسن في الأعراض. كما استخدمت 59% منهن المكملات الغذائية، واعتبرت 43% منهن أن هذه التغييرات قد ساهمت في تحسين حالتهن.
أظهر الاستطلاع تأثير التعديلات الغذائية على تخفيف الألم لدى النساء، حيث أشار إلى أن تقليل استهلاك الكحول ساهم في تخفيف الألم لدى 53% من المشاركات. كما أظهرت النتائج أن تقليل تناول الغلوتين ومنتجات الألبان كان لهما تأثير مماثل، حيث أفادت 45% من النساء بتحسن حالتهن بعد تقليل هذه العناصر. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن تقليل استهلاك الكافيين ساهم في تخفيف الألم لدى 43% من المشاركات، بينما أفادت 41% منهن بأن تقليل السكر المصنّع، الموجود في الأطعمة والمشروبات مثل الحلويات والمشروبات الغازية، كان له تأثير إيجابي.
علاوة على ذلك، أظهرت النتائج أن تقليل تناول الأطعمة المصنعة، مثل اللحوم الباردة والوجبات الخفيفة، ساهم في تخفيف الألم لدى 38% من النساء. كما أشار الاستطلاع إلى أن اتباع نظام غذائي يتجنب الكربوهيدرات قصيرة السلسلة، والتي تشمل أنواع معينة من السكريات، ساعد 32% من المشاركات في تقليل الغازات والانتفاخ والألم. ومن جهة أخرى، أظهر النظام الغذائي المتوسطي، الذي يركز على الأطعمة النباتية وزيت الزيتون والسمك، تأثيرًا إيجابيًا على 29% من النساء.
فيما يتعلق بالمكملات الغذائية، أظهرت النتائج أن الكركم كان له تأثير ملحوظ، حيث ساعد 48% من النساء في تخفيف الألم. كما أشار الاستطلاع إلى أن المغنيسيوم ساهم في تحسين الحالة لدى 32% من المشاركات، بينما أفادت 26% بأن النعناع كان له تأثير إيجابي. وأخيرًا، أظهر الزنجبيل فعالية في تخفيف الألم لدى 22% من النساء، مما يبرز أهمية هذه المكملات في تحسين جودة الحياة.